أحمد عبد الوارث.. رفض نجومية السينما واعتزل الفن بعد موت طليقته
محمد شوقيفنان ملامحه مصرية صميمة، كلما رأيناه على الشاشة الصغيرة نجد فيه ملامح أحد معارفنا أوأقاربنا المقربين عشق الفن وترك ورائه حب وإحترام الجميع من زملائه ومحبيه بعد ما فقدناه منذ ساعات قليلة.
أحمد عبد الوارث أحمد عبد الرحمن 18 أكتوبر 1947، بالقاهرة من أسرة رقيقة الحال، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان دفعة نور الشريف وأحمد زكي وشهيرة وعفاف شعيب ونبيل الحلفاوي.
في بداية حياته الفنية إستغل إسمه المتشابه مع إسم الفنان الكبير عبد الوارث عسر حتي أن كثيراً من الناس فنانين و جمهور ظنوا أن هناك صلة قرابة بينهما وكان هو بذكاء لا ينفي ولا يؤكد، ولكن سرعان ما اتضح أنه تشابه أسماء وكان يظن أنه لصالحه ولم يسند له أية أعمال بسبب هذا الظن.
موضوعات ذات صلة
بدأ حياته الفنية بدور صغير في مسلسل «هروب» مع ابن دفعته نور الشريف الذي كان نجم المسلسل ثم لمع في مسلسلات تليفزيونة عديدة مثل «أرزاق وهند والدكتور نعمان ورحلة المليون وسنبل بعد المليون والأرض الطيبة» حتي وصلت أعماله التليفزيونية اكثر من 100 مسلسل تليفزيوني.
وقف علي خشبة المسرح ليقدم أفضل أدواره التي تكشف عن موهبته الكبيرة التي لا تقل عن نجوم الصف الأول، وبالفعل قدم ما يزيد على 30 مسرحية قطاع عام وخاص.
لم تكن مشاركته في السينما إلا ضيفاً عليها في أفلام لا تتعد أصابع اليد مثل «المتوحشة» مع سعاد حسني و«لا عزاء للسيدات» مع فاتن حمامة.
ويعد أحمد عبد الوارث، الفنان الوحيد الذي رفض نجومية السينما، وذلك بسبب ما حدث له بعد ما عرض عليه بطولة فيلم «وكالة البلح» مع نادية الجندي ومحمود ياسين، وكان دوره دور النجم محمود عبد العزيز، فعندما تم عرض الدور عليه ووافق تم سحب العرض منه، وإسناده لمحمود عبد العزيز، مما أزعج أحمد عبد الوارث الذي أعتبر ذلك إهانة له ولفنه و من يومها قرر ألا يقدم علي تجربة السينما مرة أخرى، خاصة أن هذه المرة لم تكن الأولي فقد تحمس له المخرج وفجاءة يعتذر له بسبب المنتج الذي يرغب بنجم شباك خاصة أن معظم الأعمال التي كانت تعرض عليه كسنيد لبطلة الفيلم مثل نادية الجندي ونبيلة عبيد ومديحة كامل، فرفض العمل تحت هذه المظلة.
شعر أحمد عبد الوارث أنه ليس للسينما والسينما ليست له فقرر أن يتفرع للتليفزيون، وبالفعل كان معظم أعماله الفنية في التليفزيون وخاصة تليفزيونات الخليج العربي.
تزوج أحمد عبد الوارث، من نجمة الكوميديا الراحلة سعاد نصر، وأنجب منها فيروز وطارق، وتم الطلاق بينهما بعد أكثر من عشرين عاما علي الزواج والحب وكان لطلاقهما دويا في الوسط الفني، ولكن ظلت علاقتهما طيبة للغاية حتي كان لا يفارقها أثناء فترة الغيبوبة التي مرت بها، واستمرت لمدة عام مع زوجها الثاني وأبنائهما وبكى عليها بعد وفاتها بل وأصيب بنوبة اكتئاب استمرت شهور، وقام مع أولاده بمقاضاة الطبيب الذي أودي بحياة سعاد نصر.
بعد ذلك اختفي أحمد عبد الوارث، وظل ظهوره قليلاً جدًا في مناسبات فنية مثل عزاء زملائه ومشاركته لهم في مناسباتهم، وظهوره أيضاً في ثورة 30 يونيو، خرج مع الشعب ضد تنظيم الإخوان الإرهابي، ووقف متحديا مع الشعب المصري، وظل مع الشعب في شوارع العاصمة حتي يوم 3 يوليو فور عزل مرسي وأعوانه وظل يهتف بأعلى صوته «إرحل يامرسي» مع المواطنين.
قال عنه نور الشريف «مافيش ممثل في مصر زي أحمد عبد الوارث في موهبته وحظه السئ».
وفي مساء يوم 14 أكتوبر، وقبل يوم ميلاده بأربعة أيام لبى نداء ربه بعد مضاعفات مرض السكر الذي أودى بحياته عن عمر 71 عاماً لم يترك أعمالاً فيها النجومية الكبيرة، ولكن ترك إحترام وتقدير الناس له.
حيث تقول ابنته فيروز عنه «أبويا قالي أنا لو مت مش هخليكي تتكسفي قدام زملايك عشان فيلم ولا مسلسل قدمت فيه دور يكسفك و يحرجك قدامهم».