أم كلثوم.. كلمة السر لعودة الروح بعد الهزيمة
كتب محمد شوقيبعد خمسة أشهر على العدوان الإسرائيلي على العرب في الخامس من يونيو عام 1967، قال الرئيس الفرنسي العظيم شارل ديجول لمعاونيه: "لقد خرج العرب بعد هزيمة 67 بمأساة، وأريد من أم كلثوم رفع معنويات العرب في فرنسا".
وبالفعل تمَّ توجيه دعوة رئاسية فرنسية إلى كوكب الشرق أم كلثوم لإحياء سلسلة حفلات لها في فرنسا، وما أن حلَّ شهر نوفمبر 1967 حتى حطت في مطار "أورلي" في باريس الطائرة المصرية التي أقلَّت أم كلثوم وحشداً كبيراً من الإعلاميين المصريين، حيث استقبلها في المطار عددٌ كبير من المسؤولين الفرنسيين والسفراء العرب وحشدٌ كبير من الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام الفرنسية والعربية والعالمية
موضوعات ذات صلة
- بإطلالة كاجوال.. عمرو دياب يحيي حفلاً غنائياً في 6 أكتوبر (صور)
- ناشط ليبي: انتهاكات قطر وتركيا في ليبيا ترقى إلى مستوى جرائم الحرب
- بالأسود الأنيق.. إطلالة جديدة لـ أصالة (صور)
- جمعية المحاربين القدماء تحتفل بيوم الشهيد 9 مارس
- إدارة مهرجان شرم الشيخ للسينما تعلن عن جوائز المسابقات
- ليلة بكت فيها فرنسا.. زي النهاردة.. برشلونة يُطيح بسان جيرمان من الأبطال
- اللواء محمود الرشيدي: يجب إعداد «روشتة» لمواجهة حرب الشائعات
- الإتحاد السكندري يقسو على الإنتاج برباعية في الدوري
- مصطفى بكري: الحرب على السعودية ما زالت مُستمرة (فيديو)
- «أي فاينانس» تحصد جائزة الشركة الأفضل أداءً في الشراكة بين القطاعين العام والخاص
- «الأعلى للإعلام» يعتمد تخريج الدفعة 20 للأفارقة الناطقين بالعربية
- محيي الدين إسماعيل.. الضابط الإسرائيلي في حرب 73
وكان الموعد المحدَّد للغناء يوم الإثنين في 13 نوفمبر 1967، والحفلة الثانية يوم الأربعاء في الخامس عشر منه، وفي اليوم التالي لوصولها إلى العاصمة الفرنسية وإقامتها في فندق جورج الخامس خرجت أم كلثوم لتتنزَّه في باريس فقصدت حديقة اللوكسمبورج الواقعة أمام مجلس الشيوخ الفرنسي في الحي اللاتيني.
وكان بصحبتها كلٌّ من ابن شقيقتها والدكتور علي السمَّان، رئيس الاتحاد العالمي لحوار وثقافات الأديان، والذي كان يتقن الفرنسية، قالت أم كلثوم لعلي السمَّان وهى تتمشَّى في الحديقة الغنَّاء: "أنا حضرتُ إلى باريس لأنه واجب وطني، وكلنا جنود في معركة واحدة، ولن نترك مصر أبداً فريسة لأي عدوان أو استعمار مهما كانت قوَّته، وسنضحِّي بأرواحنا من أجل وطننا".
وطلبت كوكب الشرق منه أن يكتب رسالة شكر للجنرال ديجول تُحَيّي فيها موقفه الشجاع بعدم تأييده لأمريكا وإسرائيل في عدوانهما الغاشم على مصر، وبعدما فرغ السمَّان من كتابة الرسالة، وقَّعت عليها أم كلثوم بالعبارة التالية: "أم كلثوم/ مواطنة مصرية".
يوم الإثنين 13 نوفمبر 1967 صَدَحَ صوتُ أم كلثوم على خشبة مسرح الأولمبياد في ليلةٍ لم تنم فيها باريس، غنَّت فيها كوكب الشرق أغنية "أمل حياتي" من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، كلمات أحمد شفيق كامل، والتي كانت قد غنَّتها لأول مرة في 2/ 12/ 1965، ثم غنَّت "الأطلال" من ألحان العملاق الزاهد رياض السنباطي (أشعار ابراهيم ناجي)، والتي غنَّتها لأول مرة في 7/ 4/ 1966، ثم ختمت السهرة بأغنيتها الجديدة آنذاك "فات المعاد" من ألحان الموسيقار العبقري بليغ حمدي، كلمات مرسي جميل عزيز.
بعدها أحيت كوكب الشرق عدداً من الحفلات في فرنسا، ومع انتهاء حفلاتها أرسل الرئيس الفرنسي شارل ديغول مبعوثاً خاصاً من القصر الرئاسي ليقابل أم كلثوم ويحييها ويقول لها: "أنت ضمير أُمَّة"، ثم سلَّمها رسالة من ديغول، واللافت في رسالة ديغول أنها مكتوبة بخط يد واحدٍ من أشهر مناضلي فرنسا ضد الإحتلال الألماني وهو بترلان.. ثم قفلت أم كلثوم عائدة إلى مصر في/ ديسمبر 1967،