«البوسطجية اشتكوا من كُتر مراسيلي».. تعرف على «البوسطجي» المودرن

عاش «البوسطجي» علي مدي نصف قرن في بيئة تقليدية ورتيبة للغاية،‏ حتي حدث التحول الرقمي الذي عصف بمختلف الخدمات‏، وعلى رأسها الخدمات البريدية‏،‏ وأصبح قطاع البريد لامفر أمامه سوي التطوير، وعلى الرغم ما وصلت إليه هيئة البريد من تحديث خدماتها، إلا أن خدمة البوسطجي مازالت موجودة، ليست لتوصيل الرسائل ولكن لتوصيل خدمات الطرود والأوراق الحكومية للخدمات التي تقدمها هيئة البريد، ومع التغير في طبيعة العمل بدأت الهيئة تطوير شكل وأداء العاملين بهذه الوظيفة لتودع الهيئة عصر «البوسطجي»، وتبدأ عصر مندوب خدمات البريد.

 

حيث اختار البريد المصري التحدي الصعب‏،‏ وهوالتخلي عن إدارته التقليدية وإيجاد موقع علي خريطة الأسواق التنافسية مسلحاً بمفردات العصر الإلكترونية‏.‏

 

 

طبيعة عمل «البوسطجي»

وتعد طبيعة عمل مندوب الخدمات، تسليم الخطابات والطرود إلى العملاء في محل إقامتهم أو عملهم بحسب العنوان المدون، وفي القريب العاجل سيقوم بتقديم جميع الخدمات التي يقدمها مكتب البريد في محل الإقامة أو العمل.

 

المشكلات الموجودة 

ولحل مشكلة شكاوى ساعي البريد من صعوبة الوصول للعناوين المطلوبة، فلذلك اتخذت الهيئة بعض الإجراءات لتسهيل تلك الخدمة من خلال هيكلة خطوط سير المندوبين وإعادة تقسيمها من جديد، وكان لهذا الأمر أثر كبير في توفير الوقت والجهد على مندوبي الخدمات مع الحصول على نتائج ممتازة في العمل حيث تم تسليم كل مندوب خريطة تفصيلية مرقمة بأسماء الشوارع والعمارات بالمنطقة التى يعمل بها طبقا لآخر تحديث للمناطق بشكل يتلاءم مع حجم عمل كل منطقة.

 

أما لحل مشكلة التسليم طبقت الهيئة منظومة التتبع وترقيم البعــائـث بالبــاركود، مما جعل منظومــة التسليم أســهل وضمنت وصول المراسلـــات إلى أصحابها بشكل سليم وفي أسرع وقت، وأصبحت هناك سهولة في عملية الاستعلام عن البعائث وتتبعها من خلال الباركود عن طريق الموقع الإلكتروني أو الاتصال بخدمة العملاء، كما تم تعميم زي موحد لجميـع مندوبي الخدمــــات وتوفير دراجات بخارية لمندوبى الخدمات لتسهيل عملية التوزيع وتوصيل أكبر قدر من الخطابـــات في أسرع وقت.

 

رفع كفاءة «البوسطجي»

 

شرعت هيئة البريد في خطة تطوير البوسطجي من عدة محاور، أبرزها رفع أدائه من خلال خضوعه للعديد من الدورات التدريبية، ليكتسب المهارات التي تساعده على تأدية عمله في أسرع وقت وبالدقة المطلوبة، ومنها القدرة على إدارة الوقت والتركيز وحسن التصرف في التعامل مع العملاء والعمل تحت ضغط، هذا بالإضافة إلى دورات متخصصة تتضمن خطوط السير وتأهيل وتدريب الموزع على أهمية المراسلات والالتزام بآليات العمل وكيفية التعامل مع العملاء، وذلك ضمن خطة الهيئة الشاملة للتطوير ليتحول مسمى ساعي البريد أو الموزع إلى مندوب خدمات البريد.

 

 

ويأتي هذا التغيير بعد تحول مكاتب الهيئة القومية للبريد إلى مراكز متطورة للخدمات البريدية وذلك لاعتمادها على التكنولوجيا الحديثة، لتساهم في عمليات التحول الرقمي، حيث تعد الهيئة ضمن خمس قنوات رئيسية تقدم من خلالها خدمات إلكترونية للمواطنين، حيث سيتم إطلاق 25 خدمة حكومية تدريجياً ابتداء من يونية المقبل عبر «مراكز الخدمات البريدية وبوابة الحكومة الرقمية والكول سنتر ومراكز خدمة المواطنين وتطبيقات الموبايل».