سامي سرحان.. عميد المُجرمين السينمائيين
كتب محمد شوقيعرف الشهرة متأخراً.. «الكوميديان العجوز» رغم أدواره الكوميدية القليلة التي جسدها في الثلث الأخير من حياته الفنية، فإنه أصبح أيقونة كوميدية للصفحات الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقتطعون «إفيهاته» من أشهر أفلامه ويوظفونها للسخرية من الواقع الاجتماعي والسياسي الذي نعيشه اليوم، والغريب أن أنجح أدواره جسدها في مرحلة الشيخوخة.. هكذا هو الفنان الراحل سامي سرحان.
في حين أن حياته الفنية في مرحلة الشباب والنضوج لم تشهد أي علامة مميزة عدا أدوار الشرجرت العادة في السينما المصرية، أن تُقدّم الأدوار الجادة، أو التي تحمل طباعًا تتسم بالشر للممثلين ذوي قسمات الوجه الحادة، حتى يكون الدور أكثر ملاءمةً وإقناعًا للمشاهد.
اسمه الحقيقي أمين سامي الحسيني سرحان، لكنه عُرف فنيًّا بـ«سامي سرحان»، ولد بقرية الغار في محافظة الشرقية، 25 ديسمبر من عام 1930، هو الشقيق الأصغر لكل من الفنان شكري سرحان والفنان صلاح سرحان،لاحظ عليه شقيقه الأكبر صلاح موهبة التقليد، فكان يقوم بتقليد أعماله هو وشقيقه شكري الفنية، مما دفعه لتبني موهبته ووضعه على الطريق السليم.
موضوعات ذات صلة
- محمد صلاح ينعى ضحايا حادث نيوزيلندا الإرهابي
- نشاط السيسي في أسبوع.. اعتمد 15 سفيراً جديداً.. وشهد أداء كامل الوزير اليمين الدستورية
- رسمياً.. ماني يفوز بجائزة «هدف الأسبوع» في دوري الأبطال
- السيسي في توشكى.. تفقد المشروعات التنموية.. وأشاد بالجهود المبذولة (صور)
- رسمياً.. رونالدو «لاعب الأسبوع» في دوري الأبطال (صور)
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تنعي شهداء حادث نيوز يلندا الإرهابي
- «وزير الأوقاف» يُدين حادث نيوزيلندا الإرهابي.. ويوضح حكم قتل النفس
- معرض لتنقية المياه والصرف 20 مارس الجاري (فيديو)
- «لاند روفر» تُطلق سيارة مُصفحة لخدمة الشخصيات العامة (فيديو)
- عاشور: نحترم شبيبة الساورة وقادرين على حسم بطاقة التأهل
- لاسارتي: أثق في قدرة اللاعبين على حسم لقاء شبيبة الساورة غداً
- بعثة الزمالك تغادر مطار القاهرة في طريقها للجزائر (صور)
لكن انتماءه لعائلة فنية سلاح ذو حدّين إما تطاله لعنة المقارنة، فيظل طوال عمره الفني يعاني ويلات تلك القرابة، وإما أن يستطيع بالاعتماد على موهبته أن يوجد لنفسه مكانة خاصة لدى المتلّقي.
وهو ما فعله سامي سرحان الذي لم تقف قرابة الأخوة التي تجمعه بالفنانِين شكري ومحسن وصلاح سرحان عائقًا أمامه، فبأدوار ثانوية في العديد من الأعمال استطاع أن يخلق كيانه الفني الخاص به متميزًا عن أخويه، وكذلك العديد من نجوم جيله.
بدأ مسيرته الفنية مع فرقة الهواة، ثم عمل ممثلًا بالسينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة مع أوائل الستينيات من القرن الماضي، تألق في فترة شبابه بأدوار الشر، وقدم أول أعماله السينمائية بعنوان «الحقيبة السوداء»، مع شقيقه شكري سرحان، في عام 1962.
أسند إليه المخرجون عددًا من الأدوار بعد ذلك في بعض الأعمال منها، محمد رسول الله، وصاحب الجلالة، مع الراحل فريد شوقي، وفؤاد المهندس، حيث جسد دور الخادم الشرير الذي دس السم للملك.
بالرغم من مروره بتجربة مريرة، فور خروجه من السجن بعد قضاء 6 أشهر خلف القضبان، ولمن لايعرف فهو أحد أبطال الواقعة الحقيقية التي قتل فيها الطلبة صاحب بار، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي وهو «إحنا التلامذة».
وجسد شكري سرحان في الفيلم شخصية أخيه سامي في الواقعة الحقيقية وكان قد بدأ التمثيل بعد خروجه من المعتقل إثر هذه الواقعة، إلا أنه عاد أو بمعنى أدق استفاق وأخرج الجانب المرح الذي بداخله، بعد حصره في العديد من أدوار الشر.
استغلاله لموهبته في مجال الكوميديا بات أكثر وضوحًا في مستهل الألفية الجديدة من خلال فيلم «الناظر»، في دور وكيل وزارة بالتربية والتعليم، الذي بالرغم من قلّة مشاهده إلا أنه أصبغها ببصمته، لتظل منتزعة للضحكات في كل مرة يعاد فيها عرض الفيلم.
بداية الشهرة كانت في دور صغير من مشهدين مع الزعيم عادل إمام في فيلم «الإرهاب والكباب»، وكان ذلك بداية تعاون بينه وبين الزعيم في عدد من الأفلام الأخرى منها «النوم في العسل، والتجربة الدنماركية»، اشتهر بدور المطرب صاحب الصوت النشاز في فيلم «عبود على الحدود»، حيث ظهر بمشهد واحد يغني «قولي عملك إيه» ونجح من خلاله في إضحاك الجمهور.
لذا تعاون مجددًا مع علاء ولي الدين في دور أكبر بفيلم «الناظر» عام 2000، حيث قدم دور وكيل وزارة التربية والتعليم في شكل كوميدي، يحفظ الجمهور «إفيهاته» حتى هذا اليوم، أشهر أدواره على الإطلاق كانت في فيلم «فول الصين العظيم» مع الفنان محمد هنيدي، حينما قدم دور الجد زعيم العصابة الذي يحاول توظيف حفيده «محيي» لخدمة الإجرام، لكنه يفشل ويرسله إلى الصين، ثم تستمر الأحداث في إطار كوميدي.
توفي سامي سرحان في 16 فبراير من عام 2005، عن عمر ناهز 74 عامًا.