زينة رمضان.. بدأت في الدولة الفاطمية.. و«ليالي الوقود» أول لقب
كتب محمد شوقيمنذ الدولة الفاطمية ويحرص المصريين على استقبال شهر رمضان بالزينة والفوانيس لإدخال البهجة على الكبار والصغار، خاصة في ليالي الشهر الكريم التي تتميز بطقوس خاصة.
دراسة تاريخية لعضو اتحاد المؤرخين العرب إبراهيم عناني، تؤكد أن زينة رمضان وجدت طريقها إلى الاحتفالات الدينية في مصر منذ بداية الدولة الفاطمية، حيث كان يطلق عليها «ليالي الوقود»، ويقوم الناس برفع القناديل والفوانيس فوق المآذن ساعة الإفطار ويتم إنزالها يوميا عند ساعة الإمساك، ويتم تزيين الشوارع بلافتات عليها شعارات الدولة واسم الحاكم مع إنارة المساجد بالمسارج.
وذكرت الدراسة أنه كان يتم استقبال المعز لدين الله الفاطمي على أبواب القاهرة وهو قادم من تونس عام 262 هجرية بالفوانيس والأعلام والرايات في رمضان.
وتطورت الزينة في العصر الحديث بعد دخول الكهرباء في نهاية القرن التاسع عشر، وكان المشاعلي «رجل يتبع البلدية» يقوم بإضاءة المفاتيح من خلال فتح مفاتيح الكهرباء وكان يعرف لدى العامة باسم «عفريت الليل»، بعدها بدأت تختفي القناديل المضاءة بالزيت في الاحتفال برمضان وإن اقتصر استخدامها على الأحياء القديمة مثل السيدة زينب والقلعة حتى نهاية الخمسينيات من القرن العشرين.
وفي التسعينيات، كان الأطفال والرجال يتجمعون ويصنعون الزينة من الورق، حيث يقومون بتقطيعها بشكل مزين، ويربطونها بالخيوط ويعلقونها في الشارع، وفي المنتصف يضعون فانوسا من الخيامية.
كما تطور شكل زينة رمضان في الألفية الثانية إذ انتشرت الزينة بالجلاد الملون الذي يُقطع على أشكال هندسية مختلفة، ويعلق بطول الشارع، مع الفانوس في المنتصف.
وبعد ذلك ظهرت الزينة الكهربائية التي ترتبط بتعليق أفرع النور في الشوارع، وهذا النوع يتسم بارتفاع تكلفته.