موقع السلطة
السبت، 28 ديسمبر 2024 07:19 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
عرب وعالم

آثار النمرود .. بعد تدمير داعش لها تعاني الإهمال

أرشيفية
أرشيفية

ينشر موقع «السُلطة» الإخباري مجموعة من الأخبار العالمية... وإليكم التفاصيل

 

بمجرد وصولك إلى موقع آثار النمرود المدمرة، لا تجد أي علامة تشير إلى اقترابك من أحد أكثر المواقع الأثرية شهرة في العراق، باستثناء التلال المغطاة بطبقة كثيفة من الأعشاب البرية الشائكة المحاطة بسياج من الأسلاك، وكأنها منطقة منسية.

 

فبعد رحلة مضنية للوصول إلى الموقع الأثري المهم تقابلك الصدمة، من كم الإهمال وعدم الاهتمام الواضح كالشمس، فرغم مرور نحو ثلاث سنوات على استعادة الموقع من قبل القوات العراقية وطرد التنظيم المتطرف، إلا أن السلطات المختصة بالآثار لم تفعل أي شي ولم تقم بعمل يوازي الأهمية التاريخية والإنسانية لهذا الموقع الأثري المهم.

 

موقع آثار النمرود من المواقع الأثرية المهمة الذي يعود للقرن الـ13 قبل الميلاد، وبلغت ذروته عندما اختاره الملك آشور ناصربال الثاني مقرًا ملكيًا له وعاصمة عسكرية للدولة الآشورية، فجدد المدينة ووسع في قلعتها والمنطقة المحيطة بها، ويعد الموقع كنزًا أثريًا عالميًا وهو مرشح لأن يدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة (اليونيسكو).

 

ورغم محاولة مسؤول موقع النمرود الأثري، سعدي علي، الدفاع عن الجهات الرسمية المسؤولة، إلا أنه أضطر إلى الاعتراف بالإهمال الحكومي والدولي لهذا الإرث الحضاري الإنساني، وقال لوكالة أنباء (شينخوا): "نسبة الدمار الذي تسبب بها التنظيم المتطرف للموقع بلغت 90% وفق تقارير رسمية أعدت من لجنة مختصة، لكن حتى الآن لم يتم سوى بناء سياج خارجي للموقع ومخزن من قبل مؤسسة سميثسونيان الأمريكية، وكرفانات للحراس".

 

ذكر المسؤول الحكومي أن التنظيم المتطرف دمر الموقع على مراحل، بدأها في مارس 2015 عندما جرف بالآليات الثقيلة، زقورة معبد عشتار وهي عبارة عن أهرامات ضخمة تم بناؤها كمواقع دينية، والتي يبلغ ارتفاعها 17 مترًا، ثم جرف المعبد، وبعدها حطم الثيران المجنحة في بوابة قصر الملك ناصربال الثاني، ومن ثم قام بوضع براميل متفجرة داخل صالة العرش والقاعات الأخرى ليحول مئات الكنوز الأثرية إلى قطع صغيرة متناثرة.

 

وبنيت زقورة النمرود من قبل الملك ناصربال الثاني قبل نحو 2900 سنة، وهي أكبر الزقورات المتبقية من العصر الآشوري، وتتألف الزقورة من عدة طبقات مدرجة تنتهي بمعبد الإله الرئيسي للمدينة (ننورتا) ويقع على سطح الزقورة الجنوبي وفيه غرف ومرافق عديدة قسم من جدرانها مزخرف ومزين بالواح مرمرية.

 

يقول علي: "من وجهة نظري فإن موقع أثار النمرود أهم موقع أثري عالمي لما يملكه من كنوز أثرية لها قيمة إنسانية كبيرة" كاشفا أن نسبة التنقيب في الموقع ومنذ اكتشافه في القرن التاسع عشر ولحد الآن بلغت 30% فقط، وتابع: "كل هذه الآثار والكنوز الأثرية المهمة عُثر عليها من خلال التنقيب في 30% من الموقع الذي يبلغ طول محيطه ثمانية كيلومترات"، متسائلا: "فما بالك لو تم التنقيب في الـ70% الأخرى من الموقع؟"، مضيفا "أين ما تحفر فإنك ستجد آثارًا".

 

يذكر أن أولى التنقيبات في مدينة النمرود الأثرية الواقعة على ضفاف نهر دجلة، والتي تعرف أيضا باسم (كالح) في العصور الحديثة على أيدي الأوروبيين في عام 1840، وقد كشفت تلك التنقيبات عن كنوز أثرية ثمينة تترواح بين أجزاء كاملة من القصور الملكية إلى تماثيل شخصية وتحف أثرية صغيرة.

 

ومن أبرز الآثار التي عثر عليها في الموقع بالتنقيبات التي جرت عام 1988 واستمرت أربع سنوات هو "كنز نمرود" الذي يضم 613 قطعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات المصنوعة من الذهب، والذي وصفه العديد من علماء الآثار بأنه الأهم منذ اكتشاف قبر الملك الفرعوني توت عنخ آمون في عام 1923.

 

 

تعد تماثيل الثيران المجنحة الشهيرة ذات الوجوه البشرية، والأرجل الخمسة، والعضلات القوية ويطلق عليها اسم (لاماسو) والتي وضعت عند مداخل قصر آشور ناصربال الثاني ملك الإمبراطورية الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد ومعبد اشور وزقورته من أهم معالم النمرود الأثرية.

 

ولايزال تمثال الملاك (الجني) المجنح الأثر الوحيد الذي لم يشهد دمارًا كبيرًا، شاخصًا بمدخل بوابة قصر الملك آشور ناصربال الثاني، وهو عبارة عن رأس بشري وجسم أسد أو ثور وله جناحي صقر أو عقاب وحراشف أسماك على البطن، كون هذه الحيوانات تدخل الرعب في قلوب الأعداء والغرباء الداخلين للقصر، وهو رمز القوة عند الآشوريين، ويحمل بيده ثمرة الصنوبر التي تمثل ماء الحياة المقدسة لدى الآشوريين.

 

 

يشار إلى أن بعثة من منظمة اليونسكو زارت موقع مدينة "نمرود" الآشورية الأثرية التي تعرضت للدمار على أيدي عناصر تنظيم داعش الإرهابي في مارس عام 2015 وأجرت عمليات معاينة أولية للموقع.

 

وكان الجيش العراق استعاد السيطرة على الموقع الأثري في النمرود في شهر نوفمبر عام 2016 أي بعد أقل من شهر من بدء عمليات استعادة مدينة الموصل من سيطرة التنظيم المتطرف.

 

البنك الأهلي
أخبار العالم عرب وعالم آثار النمرود المدمرة المواقع الأثرية العراق الأعشاب البرية النباتات البرية والحشائش والاشواك مصر اخبار مصر السلطة
tech tech tech tech
CIB
CIB