السيسي يشارك مجموعة العشرين.. وخبراء يكشفون كواليس المباحثات الجانبية

غادر الرئيس عبدالفتاح السيسي، البلاد اليوم الأربعاء إلى اليابان حاملا ملفات هامة يطرحها خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين G20، والتي ستعقد بمدينة أوساكا.

وتأتي مشاركة الرئيس السيسي بقمة مجموعة العشرين، في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء الياباني الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة، إلى جانب العلاقات الوثيقة والمتنامية التي تربط بين مصر واليابان، وما تمثله مصر من ثقل على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ومن المقرر أن يبحث الرئيس السيسي خلال أعمال القمة الموضوعات التي تهم الدول النامية وخاصة الإفريقية، لا سيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي، على خلفية ما يوفره من فرص ومزايا تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي، لتقديم المساندة الفعالة للدول النامية في سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

ويتضمن برنامج زيارة الرئيس إلى اليابان عقد مباحثات قمة مع رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي»، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية الآخذة في التنامي خلال الأعوام الأخيرة، وذلك على نحو يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق السياسي المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ومن الملفات الموضوعة على طاولة الرئاسة توطين الصناعة، ودفع حركة الاستثمار الأجنبى إليها، فضلاً عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.

وسوف يعقد الرئيس مباحثات جانبيه مع نخبة من مجتمع رجال الأعمال الياباني ورؤساء كبري الشركات اليابانية العاملة في مصر، لبحث سبل دفع التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين، خلال اجتماعه بعدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين على هامش القمة، وذلك للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائي والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وكشف عدد من الخبراء والمحللين السياسيين لـ «السُلطة»، كواليس زيارة الرئيس السيسي إلى اليابان، والملفات التى يحملها وسوف يتم مباحثتها خلال قمة مجموعة العشرين:

قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، غادر البلاد اليوم، إلى اليابان للمشاركة في قمة مجموعة العشرين G20، التي ستعقد بمدينة أوساكا، وليست المرة الأولى التى تجتمع فيها مجموعة العشرين، فهى منتدى يضم مجموعة الدول المتقدمة والأكبر اقتصادا على مستوى العالم، والذى تم انشاءه عام 1999.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع السياسى فى تصريحات خاصة لـ«السُلطة»، أن قمة منتدى مجموعة العشرين ستنعقد في مدينة أوساكا اليابانية يومي الجمعة والسبت، وسط توتر عالمى يرتبط بنزاع بين واشنطن وطهران ونزاع واشنطن وبكين حول الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية على العالم.

وكشف خبير الاجتماع السياسى، أن هذه القمة لها وضع مختلف لأن أردوغان رئيس تركيا هدد بافتعال مشاكل خلال المجموعة العشرين، وخاصة لوجود مصر المتمثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي، فمن المحتمل أن يتحدث عن وفاة المعزول مرسي، ومصر تتأهب للرد الحاسم فى حال محاولة أردوغان مهاجمة الدولة المصرية، وخاصة بعد فشله فى انتخابات تركيا فهو يحاول الشوشرة على فشله فى بلاده.

وأضاف «صادق»، خلال تصريحاته أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي تأتى بهدف أن الاقتصاد المصرى أصبح من الاقتصاديات الرائدة فى إفريقيا والشرق الأوسط، فجميع الدول من حولنا تهبط ومصر ترتفع اقتصاديا، وأيضا التركيز على مختلف الموضوعات التي تهم الدول النامية بوجه عام والإفريقية على وجه الخصوص، لا سيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية فى الاقتصاد العالمي، علي خلفية ما يوفره من فرص ومزايا تسهم فى تحقيق النمو الاقتصادي.

 

وأشار الخبير السياسى، إلى أن هناك اجتماعات ومباحثات جانبية خلال القمة، وذلك بحضور عدد من الشركات والدول وتغطيات إعلامية مكثفة، ومن المقرر أن يقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبي، ونخبة من مجتمع رجال الأعمال الياباني ورؤساء كبري الشركات اليابانية العاملة في مصر، لبحث سبل دفع التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين.

 

كما قالت الخبيرة السياسية هبه البشبيشي، أن أهم ملف سوف يناقشه الرئيس عبدالفتاح السيسي فى منتدى مجموعة العشرين خلال زيارته لليابان، بعيدا عن المحادثات الرسمية، هو العلاقات الإيرانية الأمريكية، مشيرة إلى أن اليابان تدخلت كوسيط بين طهران و واشنطن بعدما تم ضرب السفينة اليابانية، وسيدور نقاش حول الشرق الأوسط.

وكشفت الخبيرة السياسية، فى تصريحات خاصة لـ«السُلطة»، أن اليابان سوف تستعين بالمعلومات المصرية حتى تضع يداها على معلومات صحيحة من دولة كبيرة فى الشرق الأوسط لتستطيع التوسط كطرف مزيج لتفادى المشكلات.

وأكدت «البشبيشي»، أنه لا يمكن حدوث حرب وصدام أمريكى إيرانى ومصر لن تتأثر أو دون أن تمر على الاستطلاعات المصرية، وأعلن ترامب شن حرب قصيرة المدى على طهران، فمصر دولة مركزية محوريه لديها قدرات والأجهزة المصرية لديها كم معلومات هائل، وهى الدولة الحدودية لإسرائيل.

وأفادت الخبيرة والمحللة السياسية، أنه فى الغالب إيران هى التى ستبادر بتوجيه ضربة لأمريكا، وفقا للمؤشرات واضح جدا أن طهران هى التى ستوجه ضربه لأمريكا عن طريق القاعدة العسكرية الأمريكية فى قطر أو جيبوتى من باب المندب من اليمن، وحزب الله المنتشر فى منطقة الخليج وسوريا.

وقالت «البشبيشي»، خلال تصريحاتها إن مصر لديها تحذيرات ستبلغها للقيادة المركزية الأمريكية أو لإسرائيل وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، بشأن حرب أمريكا وإيران قصيرة المدى،  مشيرة إلى أن القيادة المركزية الأمريكية سوف تستعين بمعلومات من دولة كبيرة مثل مصر لديها قاعدة عسكرية على الحدود وفقا لاتفاقيات تبادل المعومات، لذلك مصر تتواجد فى المجموعة العشرين باليابان بمعلوماتها.

وأشارت الخبيرة السياسية، إلى أن وزير خارجية اليابان ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية نقل وجهة نظر إيران والعكس، ونجحت اليابان فى تهدئة الأمور والملاحة تمر فى الخليج الفارسي بصورة طبيعية ثم عادت إيران بضرب طائرة أمريكية الأسبوع الماضى.

 

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور سامح الجارحي الخبير السياسى، أن زيارة الرئيس السيسي لليابان للمشاركة فى فعاليات مجموعة العشرين تنصب الأهداف الرئيسية على المستوى الاقتصادي أولا لأكبر 20 دولة اقتصادية في العالم لذلك الموضوعات الاقتصادية هى التى تتصدر الأجندة المصرية، وبخلاف ذلك توطيد العلاقات مع الدول الأكبر من حيث الاقتصاد العالمي.

وأضاف الخبير السياسى، فى تصريحات خاصة لـ«لسُلطة»، أن اللقاء يدور حول بحث التطورات الإقليمية فى الشرق الأوسط فهو على صفيح ساخن.

وكشف «الجارحي»، خلال تصريحاته القضية التي سيناقشها الرئيس السيسي فى منتدى مجموعة العشرين، هى القضية الإيرانية ومنطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربى فى أعقاب استهداف إيران لحاملات النفط والبترول فى خليج عمان وفى مضيق هرمز وإسقاط الطائرة الأمريكية، فهذه الأمور على الأجندة المصرية لمناقشتها مع الدول الـ 20.

وأوضح الخبير والمحلل السياسى، أنه فى ظل الهذيان الأردوغانى لن تسمح دول عظمى له بالتطاول وإلا سيقع تحت عقوبة طائلة، لأن مجموعة العشرين تحكمها عدد من الأسس والمواثيق التى لن تسمح له أو غيره الخروج عن النص، فكل هذه الأمور تحكمها المعاهدات الدولية والمراسم الدبلوماسية، أردوغان دائما يحاول التغطية على الفشل الزريع الذى يتعرض له حزب العدالة والتنمية الإخوانى.

وتابع: «إذا حاول أردوغان تنفيذ تهديداته بافتعال أو إحداث مشاكل خلال قمة المجموعة العشرين لن يستطيع تحمل النتائج المترتبة على هذه المشكلات والعقوبات التى سوف تطاله».