”إرادة النصر”.. محاولة عراقية لإبادة داعش
كتبت عبير سابا
انطلقت القوات العراقية، اليوم الأحد، 7 يوليو، في عملية جديدة سميت "إرادة النصر" للقضاء على خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث نفذت المرحلة الأولى في الصحراء الشاسعة الرابطة بين ثلث مساحة البلاد غربا، إلى كبرى المدن شمالا، وصولا إلى الحدود مع الجارة سوريا.
تتشارك قوات الجيش العراقي الحشدان الشعبي والعشائري معًا، بدعم من التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي نفذ ضربات نوعية تمهيدية خلال الأيام القليلة الماضية في المناطق الصحراوية الممتدة في غرب الأنبار، لتفتيش المناطق المحصورة بين ثلاث محافظات.
ونجحت القوات الأمنية من قبل فى تحرير جميع المناطق العراقية من سيطرة تنظيم "داعش"، وإعادة النازحين إلى مناطقهم مع إعمار المدن التي تضررت خلال عمليات التحرير.
تنفيذ المرحلة الأولى لـ"إرادة نصر"
أعلن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، نائب قائد العمليات المشتركة، في بيان تلقته "سبوتنيك" في العراق، اليوم الأحد، انطلاق المرحلة الأولى من عملية "إرادة النصر" بعمليات واسعة لتطهير المناطق بين ثلاث محافظات.
وأضاف يارالله أن "العملية تمت بمشاركة قطعات كبيرة من موارد الجيش لقيادة عمليات (الجزيرة ونينوى وصلاح الدين) وكذلك قطعات كبيرة من الحشد الشعبي المتمثلة بقيادات المحاور (نينوى وصلاح الدين والجزيرة) وكذلك مشاركة الحشد العشائري وبدعم جوي من القوة الجوية وطيران الجيش والتحالف الدولي"، مشيرة إلى أن "العملية تستمر عدة أيام".
صلاح الدين والأنبار ونينوى
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، عيد عماش الكربولي، لـ"سبوتنيك" في العراق، اليوم، إن العراق تطلق عمليات بين فترة وأخرى لتمشيط الصحراء العراقية، "كما تعلمون ما يرتبط بين محافظات الأنبار، وصلاح الدين، ونينوى، صحراء كبيرة، وهناك تواجد لعناصر "داعش" في هذه المناطق الصحراوية سواء بين صلاح الدين، والأنبار في منطقة الثرثار وما يحيط بها، وصحراء الصينية وغيرها، وكذلك الصحراء الممتدة من قضاء راوة شمالا إلى البعاج إلى ربيعة وغيرها من مناطق نينوى، بالتأكيد هناك تعاون بين عمليات صلاح الدين والأنبار، والجزيرة والبادية ونينوى".
وأضاف الكربولي، أنه بين فترة وأخرى يكون هناك جهد استخباري يقوم بإيصال معلومات لقيادات عمليات المحافظات الثلاث، وبالتالي يتم معالجة الأهداف، وهذا هو العمل الصحيح، لأنه إذا أمن هؤلاء العناصر، بالتأكيد يتمددون في الصحراء، بالتالي العمليات الإستباقية، والمتكررة تجعل العناصر الإرهابية، يتواجدون في منطقة معينة، ويتم القضاء عليهم.
التعاون سيقضى على داعش
اختتم عضو مجلس محافظة الأنبار، منوها إلى أن التعاون بين قيادات العمليات في هذه المناطق المختلفة كل من موقعه، يشكل ضغطا على العناصر الإرهابية، ويسفر عن القضاء عليهم بتنفيذ أهداف منتخبة ومهمة.
وتواصل القوات الأمنية العراقية عمليات التفتيش والتطهير وملاحقة فلول "داعش" في أنحاء البلاد، لضمان عدم عودة ظهور التنظيم وعناصره الفارين مجددا.
حصيلة المرحلة الأولى
وبعد انطلاق المرحلة الأولى لـ"ارادة نصر"، التى تهدف لتطهير العراق ولحدود السورية من وباء الإرهاب، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق، حصيلة تحركات تنفذها القوات المسلحة وقوات الحشدين الشعبي والعشائري بإسناد من طيران الجيش العراقي والتحالف الدولي على الحدود مع سوريا.
وأشارت العمليات العراقية، إلى أن قواتها تواصل عملياتها لتطهير المناطق الواقعة بين محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار امتدادا إلى منطقة الحدود العراقية السورية.
وكشفت أن حصيلة عمليات قيادة الجزيرة أسفرت عن تدمير 8 أوكار للمسلحين وتفجير عبوات ناسفة، فيما قامت قوات الحدود التابعة لقاطع العمليات بتفتيش منطقة بعمق 10 كيلومترات خلف خط الحدود.
معسكر لداعش مجهز للقيام بعمليه إرهابية
أما في قاطع عمليات نينوى، فقد عثرت القوات المسلحة العراقية على معسكر تابع لتنظيم "داعش" يحتوي خيما وتجهيزات، كما جرى تفجير عبوات ناسفة كانت معدة للاستخدام وتفكيك سيارة مفخخة.
وتمكنت القوات المسلحة والمتجحفلة معها من قوات الحشد الشعبي في قاطع عمليات صلاح الدين، من العثور على وكرين للمسلحين وكميات من العبوات الناسفة والقذائف، فيما أصيب 3 من أفراد الحشد خلال العمليات، كما تمكنت السرية الأولى التابعة لقيادة العمليات من تأمين جسر "السكريات" لعبور القوات العسكرية العراقية.
أمريكا تطالب ألمانيا بارسال قوات لسوريا
وطلبت الولايات المتحدة الأحد من ألمانيا تقديم قوات برية لمكافحة الإرهاب في شمال سوريا، معززة بذلك الضغوط لالتزام عسكري أكبر من قبل برلين، وقال الممثل الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري لصحيفة "دي فيلت" الألمانية "نريد من ألمانيا قوات برية لتحل محل جزء من جنودنا" المنتشرين في إطار مهمة دولية لمكافحة الإرهاب في هذه المنطقة تجري مناقشتها حاليا.
كان جيفري يزور برلين الجمعة لإجراء محادثات في هذا الشأن، وقال إنه ينتظر ردا خلال يوليو الجاري، وكان قد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية 2018 سحب الجزء الأكبر من نحو ألفي جندي أميركي ينتشرون في شمال شرق سوريا مؤكدا الانتصار بشكل كامل على تنظيم داعش.
لكن منذ ذلك الحين تم إقناعه بإبطاء الانسحاب وبأن يبقي في هذه المنطقة التي لا يسيطر عليها النظام السوري بضع مئات من الأميركيين الذين يريد أن يدعم عسكريون من الدول الحليفة.
هدف الغرب المزدوج
وقال جيفري إن واشنطن تبحث "هنا في ألمانيا ولدى شركاء آخرين في التحالف "الدولي ضد تنظيم داعش الذي يشمل ثمانين بلدا عن"متطوعين دول مستعدين للمشاركة". وأضاف "نعتقد أننا سنحقق ذلك".
لهذه المهمة هدف مزدوج هو عدم التخلي عن الأكراد الذين خاضوا المعارك على الأرض ضد تنظيم داعش بدعم من التحالف لكنهم مهددون من تركيا، ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب لمنع عودة التنظيم المتطرف.
وتعول واشنطن على أوروبا للقيام بذلك، أي بريطانيا وفرنسا وحاليا ألمانيا التي تشارك في التحالف ضد تنظيم داعش بطائرات استطلاع "تورنيدو" وطائرة للتزويد بالوقود في الجو ومخبرين في العراق.