إسقاط طائرة أمريكية رسالة تحذير.. حرب إيران وترامب تشتعل
كتبت عبير ساباتصعيدات أمريكية إيرانية مستمرة على خلفية العقوبات الاقتصادية والتى فرضتها حكومة الرئيس دونالد ترامب على الكثير من الكيانات الاقتصادية والحساسة المرتبطة بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية على الخامنئى، وأعلن وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، اليوم الاثنين، أن طهران قامت بإسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة وهو بمثابة رسالة بأن إيران ستدافع عن حدودها بالكامل.
وقال حاتمي خلال لقاء مع التلفزيون الإيراني، إن حادثة احتجاز بريطانيا لإحدى ناقلات النفط الإيرانية الأسبوع الماضي في جبل طارق كان بمثابة تهديد ورسالة بغير محلها.
وكانت حكومة جبل طارق أعلنت أنها احتجزت الناقلة للاشتباه في أنها تحمل نفطا خاما إلى سوريا في عملية، ذكر مصدر قانوني أنها قد تكون أول اعتراض من نوعه بموجب عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي.
إيران تسقط طائرة أمريكية ردا على احتجاز حاملة النفط:
من جهته دعا القائد في الحرس الثوري الإيراني وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، بريطانيا للإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق، وإلا فإنه يجب على المسؤولين الرد بالمثل.
وقال رضائي، في تغريدة على "تويتر"، اليوم الجمعة: "إذا لم يفرج البريطانيون عن ناقلة النفط الإيرانية، فإن واجب المسؤولين الإيرانيين هو رد فعل مقابل واحتجاز ناقلة نفط بريطانية".
ترامب: "احذرى يا طهران":
فيما جاء الرد من الجانب الأمريكي، بأنه على إطهران توخي الحذر مهدداً بتجريدها من مشروعها النووي فقال: "إيران لن تملك على الإطلاق سلاحا نوويا".
وأضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى تعليقه على قرار إيران برفع حد تخصيبها لليورانيوم عما هو مسموح به في الاتفاقية النووية الشاملة بالقول إن "إيران تفعل أمورا سيئة كثيرة".
طهران تصف تحذير ترامب بحفظ ماء الوجه:
كشف رئيس منظمة الدفاع المدني في الحرس الثوري الإيراني غلام رضا جلالي، أن واشنطن بعثت رسائل إلى طهران بعد إسقاط الطائرة المسيرة قالت فيها إنها سترد بضربة محدودة لحفظ ماء وجهها.
وأضاف أن الولايات المتحدة وعبر قنوات دبلوماسية لم يحددها، بعثت برسائل إلى طهران قالت فيها إنها سترد بضربة محدودة في منطقة ليست ذات أهمية كبيرة وذلك لحفظ ماء وجهها، طالبة من إيران عدم الرد على الضربة.
وقال جلالي إن طهران أكدت في ردها أن أي ضربة ستعتبرها إعلانا للحرب وسترد عليها، وأضاف: "أبلغناهم بأننا نحن من سيحدد ساحة المعركة وإذا بدأتم الحرب سنكون نحن من سيعلن نهايتها".
وأسقطت إيران طائرة مسيرة تابعة للجيش الأمريكي بصاروخ أرض جو فوق مضيق هرمز.
خبير سياسي: "الطرفين يحفظان ماء الوجه":
ومن جهته، قال الدكتور سامح الجارحى الخبير السياسى، إن حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضت عقوبات اقتصادية على الكثير من الكيانات الاقتصادية والحساسة المرتبطة بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية على الخامنئى فى إيران بالاضافة إلى عدد من العقوبات تمس القطاعات الحيوية فى إيران مثل قطاعات البتروكيماويات وبالاضافة الى العقوبات لى القطاعات النفطية فى إيران .
وأضاف الخبير السياسى فى تصريحاته الخاصة لـ"السُلطة"، أن إيران تحاول حفظ ماء وجهها فى المنطقة الشرق الأوسط، وإسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة هى رسالة بأن إيران ستدافع عن حدودها، فيما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تحديد النفوذ الإيرانى فى العالم والشرق الأوسط تحديدا .
وتابع: طهران تحاول كسب مزيدا من الوقت كى تقنع نفسها وتقنع الغرب أنها قادرة على ردع الولايات المتحدة الأمريكية وتقوم بعدة خطوات مثل زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم وزيادة نسبة المحتويات النووية للبرنامج النووى الإيرانى وهو ما يبعث رسالة للغرب والولايات المتحدة الأمريكية أن إيران قادرة على صنع قنبلة نووية وتتوهم ذلك، والولايات المتحدة الأمريكية ترفض توجيه ضربات لطهران ويتعلل ترامب بأنه ليس بسبب اسقاط طارة مسيرة ليست مأهولة بأشخاص يقتل 150 شخصا فى ايران، لكن إذا اقدمت أمريكا على خطوة الحرب ستكون هناك خطورة كبيرة فى العالم العربي لأن إيران ليست بالدوله الضعيفة.
وأردف: الحرب على إيران ليست نذهة للجيش الأمريكي والبنتاجون والدول الأوروبية ترفض الحرب بين الدولتين، لما قد يتبعها من نتائج خطيرة .
الطرفين يحافظون على ماء الوجه وخصوصا إيران فهى لن تستطيع إعلان الحرب لأن الحرب بالنسبة لها تكبدها تكاليف باهظة الحرب فى هذا التوقيت تحديدا ليست نزهه فالأمور معقدة جدا، واذا اتخذت إيران عددا من الخطوات الأخري للتصعيد ستتعض لعقوبات رادعة من أقرب الحلفاء إليها روسيا والصين فهى تواجه عزلة دولية .
تحاول الولايات المتحدة إجبار إيران على التفاوض وإيران تقوم باختبار للولايات المتحدة الأمريكية فهى تريد أن تقف على أرض صلبة وفى منطلق قوة لأن لا يوجد ضامن للمفاوضات الأمريكية الإيرانية حتى أوروبا نفسا لم تقدم أية ضمانات حتى فى الاتفاق النووى التى تم فى 2010 ولا تثق إيران فى أي من الدول وعلى الرغم من أن الأمور تتعقد يوما بعد يوما فقرار الحرب لن يستطيع أن يقدم عليها أحدا من الطرفين ببساطة .
وتابع الخبير السياسى: "أتمنى أن تنتهى الأمور بمفاوضات جادة يتم اشراك فيها الدول العربية لأن الاتفاق النووى 5+1 الذى أُبرم مع إيران لابد من اشراك دول الخليج العربي، وأعتقد أن مصر ونظامها وأجهزتها السيادية تقوم بأدوار هامة من أجل إنهاء نغمات الحروب من الشرق الأوسط فمصر تدرك مثل هذه الأمور ودورها هام على كافة الأصعدة لتلاشي الحرب المدمرة التى تأكل الأخضر واليابس ولدينا دورا تفاوضيا قويا، مصر دولة رائدة فى المنطقة ويثق فيها كل الأطراف اذا ما تقدمت الصفوف العربية إلى الأمام وقامت بدور فى التفاوض لأنها كبيرة المنطقة ورائدة العالم العربي وهى الأساس ولها ثقل كبير لذلك هناك بعض الأطراف التى لا تريد أن تكون مصر الرائدة دائما" .