فؤاد المهندس.. وفاة الريحاني ”وش السعد” على الأستاذ

 

جذب المسرح "الأستاذ"، كما كان لقبه بين كل من عاصروه، على الخشبة الساحرة، التي اتخذ منها سكنه ومأواه، وضحى بنفسه في كثير من الأحيان حتى يجعل أعماله عليها، ذات صيت ومحل إعجاب من الجمهور.

 

 

وهب الراحل فؤاد المهندس حياته للمسرح، بعد أن ندهته نداهة "نجيب الريحاني"، في بداية حياته لينضم بفرقته طامحًا الدخول من بابها عن طريق "الريحاني"، لكن لم يحالفه الحظ، ليكون بعدها أحد أهم أبطال فرقة "ساعة لقلبك"، المسرحية، لتأتي بدايته الحقيقة بعالم التمثيل عام 1952 من خلال فيلم "كأس العذاب".

 

استمر المهندس في تقديم عدد من الأدوار التي تساعده على الشهر وتكوين اسم لـ"فؤاد المهندس"، لنجده يشارك بفيلم "المظ وعبده الحامولب"، " صاحبة الجلالة"، "شفيقة القبطبة"، و"الساحرة الصغيرة"، ليبدأ عام 1963 في تقديم أولى خطواته المسرحية وهي مسرحية "أنا  وهو وهي"، التي شاركته بها شويكار وتوفيق الدقن وكانت من تأليف وإخراج عبد االمنعم مدبولي.

 

 

قال " المهندس" في أحد لقاءاته التليفزيونية أنه قدم الكثير من الأفلام التي لم يرض عنها يومًا، وذلك لكي يحصل على أموال يستطيع من خلالها الإنفاق على المرح، وتقديم أعمال جيدة به، ترق به، وهذا ما اثبتته الأيام والأعمال فعلًا، وما استمر عليه هو حتى وافته المنية.

 

فقد قدم "الأستاذ"، الكثير من الأفلام التي لم تُخلد في ذاكرة الجمهور، لكن في ذات الوقت لم يستطع أن ينسى أحد أي من أعماله المسرحية حتى التي يزيد عمرها عن نصف قرن، بما فيها من أفيهات كوميدية، حتى أنه يوجد الكثير ممن يحفظون سيناريوهات تلك المسرحيات.

 

فنجد أنه قدم في عام إنتاج مسرحية "أنا وهو وهي" ما يقرب من 10 أفلام لم يقم في أي منهما بدور البطولة مثل " عائلة زيزي"، "المتمردة"، " العريس يصل غدًا" وغيرهم لكي يقدم بطولته المسرحية الأولى، واستمر الوضع هكذا حتى أصبح قادرًا على إخراج مسرحية كل عام للنور، لنجد أنفسنا أمام تاريخ مسرحي حافل، قدمهم ما بين إخراج وتمثيل.

 

 

اعتمد "المهندس" على فنانين  لم يرد أن يغيرهم إلا بتغير الزمن والظروف، فكانت شويكار هي الوجه الأوحد كبطلة لمسرحياته يليها في الأكثر عملًا معه صديق العمر عبد المنعم مدبولي، ثم حسن مصطفى، ليقرر بعدها أن يحاكي الواقع من خلال "سك على بناتك"، وتبنيه لشيريهان، ليقدم معها "عشان خاطر عيونك" عام 1987 التي ختم بها أعماله المسرحية.

 

 

وحتى هذا التوقيت كان هو النجم الأول مسرحيًا ولكنه ظل متبعًا لنطريته العمل بالسينما لكسب المال وانفاقه على المسرح، لنجده مشاركًا بأدوار ضغيرة في أفلام كـ"صاحب العمارة"، "البيه البواب"، "زوج تحت الطلب"، وغيرهم من الأفلام التي أضاف لها من قيمته الفنية ولم تضف له هي أي شيء.

 

 

 

لم يكن مشاركًا فيما قدمه من أعمال مسرحية كممثل فقط ولكنه أيضًا كان مخرجًا لها ومن أشهر المسرحيات التي قام بإخراجها : "أنا فين وأنتي فين" و"حالة حب" و"سك على بناتك".