مطالب للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق في اختفاء نائبة ليبية
وكالاتطالب جلال صالح الشويهدي، عضو مجلس النواب الليبي، أمس الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، وجميع الدول الأعضاء، بـ"تشكيل لجنة تحقيق" في واقعة اختفاء النائبة سهام سرقيوة، منتصف الأسبوع الماضي.
وقال الشويهدي، النائب عن مدينة بنغازي، في مذكرته التي حصلت "الشرق الأوسط" على نسخة منها، إن "الأمر يتعلق بانتهاك صارخ لكل المفاهيم والأعراف الدولية، ولأبسط حقوق الإنسان في بنغازي"، مبرزا أن المدينة "تعاني من عمليات خطف وقتل خارج القانون، بالإضافة إلى عمليات إخفاء قسري، ورمي بالجثث على قارعة الطريق، ومنع أهالي القتلى من إقامة مرسم العزاء في بيتهم".
وفيما سمى عملية إخفاء سرقيوة بـ"الجريمة الأبرز" أوضح الشويهدي أن "هناك انتهاك لحرمة بيتها والاعتداء على أطفالها وضربهم وترويعهم، وإطلاق الرصاص على زوجها واقتيادهم". وقال في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أمس، إنه "سلّم المذكرة للشؤون السياسية لبعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا بمكتبها في تونس"، وأرجع عملية إخفاء النائبة إلى "انتقادها لممارسات (مليشيات) الجيش في ليبيا عامة، والمنطقة الشرقية وبنغازي على وجه الخصوص"، حسب تعبيره.
موضوعات ذات صلة
- خالد الترجمان: أردوغان يقدم السلاح والمدرعات للميليشيات في ليبيا
- طائرة حربية ليبية تهبط على طريق عام في تونس (فيديو)
- توفيق عكاشة: قنوات الإخوان لا تعرف الوطنية
- أستاذ علوم سياسية: اجتماع أعضاء البرلمان الليبي ”مبشر”
- مصرف ليبيا: 26 مليار دينار إيرادات النصف الأول من 2019
- الصيد الثمين.. هشام عشماوي ”دليل” الأمن المصري لتقويض الإخوان
- نائب ليبي: الدور المصري في ليبيا تاريخي
- 18 مليار دولار.. سر دعم أردوغان للميليشيات المسلحة الليبية
- فرنسا تفضح مليشيات طرابلس وتبرئ الجيش الوطني الليبي
- ”طوفان الكرامة” عملية ليبية لإنهاء ميليشيات تركيا وقطر
- رئيس النواب الليبي: الجماعات الإرهابية لا يعرفون نظام أو دولة
- المسماري: حكومة الوفاق فقدت سلاحها الجوي تماما
وأضاف الشويهدي "سيكون هناك تصعيداً من مجلس النواب على جميع الأصعدة، والتواصل مع جميع الجهات الدولية المعنية والمنظمات الحقوقية". بالإضافة إلى بيان أصدرته نائبات مجلس النواب، يدين ويستنكر عملية خطف زميلتهن، ويطالب بالتحقيق في عملية اختفائها.
وكانت مجموعة مسلحة قد خطفت النائب البرلمانية سهام سرقيوة من منزلها في مدينة بنغازي، منتصف الأسبوع الماضي. واقتيدت سرقيوة، التي تعارض العملية العسكرية على طرابلس، إلى مكان مجهول بعد الاعتداء عليها هي وزوجها، عقب ساعات من وصولها إلى بنغازي، قادمة من اجتماع نواب البرلمان في القاهرة. وكتبت ابنتها عبر حساب سرقيوة على "فيسبوك" توضيحاً مصحوباً بصور: "أنا بنت الدكتورة سهام... وهذا منزلنا. لقد خطفوا أمي وضربوا أبي برصاصتين في رجله، ودمروا منزلنا وسيارتنا، وما زلنا نبحث عن أمي".
وفور انتشار الخبر، أعربت البعثة الأممية وجهات دولية عديدة عن قلقها إزاء اختفاء سرقيوة، واصفة في بيان الاختفاء القسري والاعتقال والخطف بسبب التعبير عن الرأي أو الانتماءات السياسية، بـ"الضربة القاصمة لسيادة القانون، والانتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
واتهم المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" ما سماه "ميليشيات في بنغازي بخطف النائب البرلمانية"، وأرجع ذلك إلى "غياب الأمن في منطقة شرق ليبيا". فيما طالبت جمعيات حقوقية عديدة، بضرورة التحقيق في اختفاء سرقيوة، ومعاقبة المتورطين في الاعتداء على أسرتها.
ورأى الشويهدي في مذكرته أن رد فعل البعثة الأممية على عملية خطف غير مرض، وقال لـغوتيريش "تناول بعثتكم من خلال البيان الصادر في قضية الإخفاء القسري لزميلتي سهام يدل على عدم التفاعل والاهتمام بقضايا حقوق الإنسان"، منوهاً بضرورة التحقيق في هذه الجريمة وما سبقها، بداية من مسجد بيعة الرضوان، مرورا بمجزرة الأبيار وأحداث الضمان ومجازر شارع الزيت.
وعثر عدد من المواطنين على 36 جثة مجهولة في منطقة الأبيار، قرب بنغازي بشرق ليبيا، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2017، ووجه حفتر في حينه بالتحقيق في القضية "لمعرفة العناصر التي ارتكبت هذه الجريمة، وتحديد هويتهم، والقبض عليهم لغرض محاكمتهم، واستدعاء كل من له علاقة بالواقعة، وإجراء التعرف على هوية أصحاب هذه الجثامين، وهل تم القبض عليهم في السابق وإيداعهم أحد السجون المعتمدة من قبل القوات المسلحة أم لا". لكن إلى الآن لم تنتهي التحقيقات إلى شيء معلن.