فاروق الفيشاوي.. ”الحاوي” الذي مزج بين الحب والسياسة والفن

«هاهزم السرطان وهاجي هنا السنة الجاية»، كانت تلك الكلمات هي أحد عباراته التي حاول بها أن يكون أقوى من المرض، وأن يتعامل مع الأمر كأي مشكلة واجهته بحياته، بطريقة السهولة والسلاسة والمواجهة وحب الحباة، ولكن هذه المرة خابت توقعاته، واستطاع المرض أن يهزمه، أنه الراحل فاروق الفيشاوي.

 

 

غادر عالمنا صباح اليوم، تاركًا وراءه إرث ليس لأبناءه فقط، ولكن لكل من استمع إليه وأحبه فنيًا وشخصيًا واقترب منه، هذا الميراث تمثل في شجاعة وخوض معارك وبعد عن الهزيمة وحب الحياة، ومعنى حقيقي لما يج أن يكون عليه الفنان من ثقافة وإيمان واطلاع، وموهبة، لُقب بـ"الحاوي" و "الشجاع" و"الكريم"، لتنطبق عليه كل هذه الصفات،بشكل فعلي وليس رمزي.

 

 

كان أول ظهور فني فعلي له من خلال مسلسل "أبنائي الإعزاء شكرًا" عام 1979، ونتقل بعدها بين الأدوار المختلفة لينبئ عن ميلاد فنان جديد وجان في السينما المصرية، لتقول عنه الراحلة أمينة رزق في أحد اللقاءات التليفزيونية، أنه أبهرتي في أول لقاء كان بيننا من خلال مسلسل "ليلة القبض على فاطمة" فلم أكن أتوقع أن يكون شاب في هذا السن والجمال والشياكة أن يؤدي دور بهذا العمق، وكنت أنا المخطأة وأدى الدور على أفضل ما يكون، وليتحول بعدها أحد أبنائي في الوسط الفني".

 

لم يكن "الفيشاوي"، ماهرًا فقط على الجانب الفني، بل أيضًا كثيرًا ما كانت أراءه صادمة للجميع، فلم يخجل كأغلب الفنانين من أن يصرح برأي سياسي أو اجتماعي، ليُعرف أمام جمهوره بأنه صاحب الأراء الصريحة والصادمة، والتي كان منها رفضه لعودة الفنانات المعتزلات للتمثيل بالحجات والتي كانت منهن زوجته السابقة سهير رمزي، مؤكدًا أن لكل مقام مقال، وأن التمثيل يستدعي أن تكون حرًا في كل شئ، حتى يمكن للجمهور تصديقك، وواجه نفسه وجمهور واعترف بما مر به من أخطاء من إدمانه لبعض المواد المخدرة وعلاجه، ولم يخجل من إعلان ذلك ليكون من الفنانين الأكثر صراحة أمام أنفسهم وجمهورهم.

 

 

لم تكن شجاعته منصبة على ذاته فقط، بل حبه لوطنه وثوريته قادوه لإعلان أراءه السياسية بكل شجاعة فهو بالأساس من أبناء ثورة يوليو 1952، ومن أوائل المشاركين يثورة يناير، والتي اعتبرها الحلم الذي تحقق، قائلًا: "25 يناير هي الثورة الأمم والتي لولاها ما كنا تخلصنا من الإخوان المسلمين، وإذا تحققت أحلامنا خلال  هذه الثورة، بالتأكيد سنتتخب الرئيس السيسي مرة آخرى".

على المستوى العاطفي تزوج "الحاوي" 3 مرات، فكانت الأولى الفنانة سمية الألفي والتي تزوجها لـ16 عام، وأنجب منها أحمد وعمر، وتزوج بعدها الفنانة سهير رمزي، لمدة8 أعوام، لينزوج نوران وهي من خارج الوسط الفني وبعد انفصاله عنها يقرر إلا يتزوج مرة آخرى، ولكنه ظل هو و"الألفي" أصدقاء حتى وفاته، وهي من كانت بجانبه في وعكته الصحية ومن ساندته، وقد صرحت هي بأحد اللقاءات التليفزيونية: "أن الزمن لو عاد بها إلى الخلف لن تطلب الطلاق منه لأنه رجل لا يعوض".