تفجير معهد الأورام.. الوجه الحقيقي للإخوان

 

عندما انتصف ليل القاهرة يوم الأحد 4 أغسطس 2019، كان أحد أعضاء جماعة حسم التابعة لجماعة الإخوان المسلمين يقوم بعملية نقل كمية من المتفجرات إلى منطقة غير معلومة تحضيرًا لعملية إرهابية توقف مسيرة التنمية.

 

يشاء القدر والتواجد الأمني في العاصمة لخوف سائق السيارة من ضبطه فيحاول أن يتخلص من جريمته فلا يتفتق ذهنه المريض إلا أن يقوم بعملية خسيسة لا يتقبلها عقل أي إنسان.

 

 

لم يرحم مرضى أنهكهم السرطان والعلاج الكيماوي ليزيد معاناتهم بتفجير السيارة بكل ما بها من متفجرات أمام معهد الأورام بوسط القاهرة.

 

أسفر الحادث عن تحطم 10 سيارات واستشهاد 20 شخصًا وإصابة 30 آخرين، فيما انتقلت وزيرة الصحة إلى مكان الحادث وكذلك عدد كبير من قيادات وزارة الداخلية وسيارات الإسعاف.

 

 

وأعلنت وزارة الداخلية في بيان لها، صباح الإثنين، أن التحقيقات الأولية توصلت إلى أن إحدى السيارات التي كانت تقف أمام معهد الأورام كان بداخلها كمية من المتفجرات المعدة لتنفيذ عملية إرهابية.

 

قالت الوزارة في بيانها إن التقديرات تشير إلى أن السيارة، التي كانت تسير في عكس الاتجاه، وكان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لاستخدامها في تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية، كما أضافت أن السيارة مبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر.

 

مرضى بين سرطانين

 

 

بينما كانت ألسنة اللهب تشتعل في محيط معهد الأورام سارع المسؤولون في المعهد إلى نقل المرضى المفزوعين في جوف الليل إلى مستشفيات قريبة، وسط مخاوف من تعرضهم للتلوث الناجم عن الدخان، وشوهد الممرضون وأقارب الأطفال المصابين بالسرطان وهم ينقلونهم إلى الخارج بينما كانت الحقن والمحاليل الطبية مازالت في أذرعهم.

 

افترش بعض الأهالي الأرصفة في انتظار قدوم سيارات الإسعاف لنقل الأطفال المرضى، بينما كانت علامات الخوف والذهول شاخصة عليهم، وبرحمة من الله لم يصب أي من المرضى في التفجير، لكن الفاجعة أضافت إلى معاناة هؤلاء المرضى الذين شاهدوا الموت يحوم حولهم خارج جدران المعهد ويحصد أرواح أبرياء تصادف مرورهم بسيارتهم وقت الحادث.

 

 

نقلت وكالة رويترز عن شاهد أُصيب في الواقعة يدعى "علي جابر" قوله: "العربية عمالة تولع قدامي والعربيات اللي ورا كلها عمالة تولع إحنا الحمد لله أقل خساير.. الناس إلي ورا كلهم ماتوا.. تلات أرباعهم أطفال".

 

وأضافت إحدى السيدات التي تقطن منطقة المنيل المواجه لموقع الحادث وتدعى سلوى: "صوت رزعة.. قنبلة شديدة.. مش عربيتين خبطوا في بعض أبدًا.. أكيد العربية دي فيها حاجة متلغمة".

 

"حسم" ذراع الإخوان الإرهابي

 

 

أكدت وزارة الداخلية في بيانها أن حركة حسم التابعة لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة استعدادًا لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها، مما أظهر وجهًا لا رحمة فيه للإرهاب، ووجه الجماعة الإرهابية الحقيقي.

 

وفي لفتة إنسانية على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الحادث ناجم عن عمل إرهابي، مضيفًا أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره.

 

 

وعلى صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" قال الرئيس السيسي: "أتقدم بخالص التعازى للشعب المصرى ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابى الجبان فى محيط منطقة القصر العينى، مساء الأمس، كما أتمنى الشفاء العاجل للمصابين، وأؤكد على أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره متسلحة بقوة وإرادة شعبها العظيم".