هل تنهار تركيا على رأس أردوغان

 

تتوالى المصائب على رأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكأنما جاء وقت حصاد ما زرعه خلال السنوات السابقة.

فبين صراعات الداخل وعقوبات الخارج يقضي أردوغان أيامه الحالية وكأنه يحارب طواحين الهواء الفاسد الذي استنشقه على مدار سنوات عديدة وأحاط به نفسه وشعبه.

 

داخليًا: جولن أصبح تهمة

مازالت حتى يومنا هذا تطل توابع الانقلاب الذي وقع في تركيا برأسها على القصر الرئاسي، فقد أصدر المدعي العام التركي، اليوم الثلاثاء، مذكرات توقيف بحق 53 من جنود وضباط الجيش التركي في 28 مدينة، بتهمة الانتماء لمنظمة فتح الله جولن.

 

وتتهم تركيا جولن، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، بالتخطيط لمحاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد في يوليو 2016، بينما ينفي جولن أي صلة له بالأمر.

 

ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يتم اعتقال أشخاص بتهمة ولاءهم لجولن، ففي أواخر أغسطس الماضي، أصدر المدعي العام في تركيا، مذكرة اعتقال بحق 34 عسكريًا من القوات الجوية و52 مدنيًا من العاملين في القطاع التعليمي بتهمة الانتماء لجماعة فتح الله جولن.

ويصل عدد من اعتقلهم أردوغان بعد مرور 3 أعوام من محاولة الانقلاب أكثر من 77 ألف شخص لحين محاكمتهم، كما قام بإقرار فصل وإيقاف عن العمل لـ150 ألفًا تقريبًا من العاملين في الحكومة والجيش ومؤسسات أخرى، بحسب ما ذكرته رويترز في شهر يوليو الماضي.

 

خارجيًا: العقوبات تلوح لـ أردوغان

عادت مرة أخرى أمريكا بالتلميح للعقوبات التي تنتظر تركيا جراء صفقة الصواريخ الروسية إس-400، حيث أعاد وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، الحديث عن احتمال فرض عقوبات أمريكية على تركيا.

 

قال منوتشين، أمس الإثنين، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس فرض عقوبات فيما يتعلق بشراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الصاروخي روسية الصنع إس-400، لكن لم تتخذ أي قرارات.

 

أضاف منوتشين في تصريحات للصحفيين خارج البيت الأبيض ردًا على سؤال عما إذا كانت وزارة الخزانة تفكر في فرض عقوبات "ننظر في الأمر.. لن أدلي بأي تصريحات عن أي قرارات محددة، لكننا ننظر في الأمر"، فيما لم يحدد أي أهداف محتملة للعقوبات.

 

وبعد تصريحات وزير الخزانة الأمريكي انخفضت السندات السيادية التركية المقومة بالدولار.

وبدأ خلاف أنقرة وواشنطن بسبب شراء تركيا منظومة إس-400، التي تقول الولايات المتحدة إنها لا تتوافق مع دفاعات حلف شمال الأطلسي وتشكل تهديدا لمقاتلات إف-35 الشبح التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن.

 

وسلمت روسيا تركيا بطارية ثانية من منظومة إس-400 الشهر الماضي، حسبما أفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلا عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، بعد أن تسلمت أنقرة الشحنة الأولى في يوليو.

 

ويتوقع أردوغان أن علاقته بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ستجنبه العقوبات، حيث سبق أن عبر أردوغان عن أمله بأن يمنع ترامب أي عقوبات قد تقرها إدارته على تركيا بسبب صفقة إس-400 الروسية.