حكاية في صورة.. فضحت عشق القصبجي للست
كتب عزة عبدالحميد
«ما دام تحب بتنكر ليه، ده اللي يحب يبان في عنيه».. لحنها محمد القصبجي لأم كلثوم، وكأنه كان يتمنى أن تعتبرها «الست» هدية خاصة منه إليها، فهو ذلك العاشق الذي ترك التلحين للعديد من المطربين الكبار بعدما تعلم على يده كبار الملحنين أمثال محمد عبد الوهاب، ليصبح عازف عود في فرقة أم كلثوم، فقط لكي يحظى برفقة حبيبته التي كانت «أعز عليه من روحه التي بين جنبه» كما وصفها في أحد خطاباته لها أثناء مرضها.
بدأ «القصبجي» رحلته مع ثومة عام 1926، أي بعد بدايتها الغناء بعامين، ليسطّر أولى ألحانه معها بأغنية «قال إيه حلف ميكلمنيش» ويكون حصيلة هذه السنة من الأغنيات معًا 13 أغنية، وتوالت بعدها أعمالهما ليصبح ملحنها الأول وتصبح هي محبوبته.
مع مرور الوقت فضحت العاشق عيناه ورسائله الغرامية، وبدأ المقربون منها يتحدثون عن حب «القصبجي» لأم كلثوم، التي أصرت قائلة إن ما يجمعها بالقصبجي «علاقة عمل فقط»، واستمر المحب مشتاقًا متلهفًا ولم ييأس بالرغم من تفضيلها في بعض الأوقات لألحان رياض السنباطي ومحمد الموجي، وهو ما كان يشعره بالآسى.
استمر «القصبجي» راضيًا بوقوفه خلف «كوكب الشرق» بعد تأسيسه الفرقة التي استمرت معها نحو 47 عامًا، منذ بدايتها الفنية وحتى وفاتها، يدندن بأوتار عوده لمحبوته لكي تُمتع الجماهير وتزداد لوعته هو، حتى أنه حين أعلنت أم كلثوم خبر زواجها من الموسيقار محمود الشريف أخذ «القصبجي» مسدسًا وذهب إلى منزلها لكي يُجبر زوجها على تطليقها، وحينها احتوت هي الأمر، بحسب رواية الناقد طارق الشناوي في كتابه «أنا والعذاب وأم كلثوم».
ولم يستطع «القصبجي» قتل حب أم كلثوم بداخله، ليقفا معًا على مسرح الأزبكية في آخر حفلة لها على هذا المسرح في آخر حفلات حياته بعد أن داهمه المرض وأصيب بوعكة صحية أفقدته النطق والقدرة على الحركة، ليصر بعد استرداده جزءًا من عافيته أن يجلس خلف أم كلثوم بريشته عاشقًا لم يبعده المرض عنها، رغم اعتراض طبيبه وأسرته، ويظهر عليه أثناء الحفل الإنهاك والتعب، لكن عناد المحب كان أقوى من المرض، ليفارق الحياة بعدها بـ50 يومًا، متيمًا بحب «ثومة».