مشاعر أم هرمونات.. لماذا ينجذب الرجل للمرأة الأكبر سنا ؟

يعاني مجتمعنا العربي من أزمة أن يرتبط أو يتزوج رجل من سيدة تكبره في العمر، بالرغم من تجاوز المجتمع الغربي عن تلك القضية منذ سنوات، فنجد فنانين ورؤساء مرتبطبين بمن يصغرهم سنًا دون أدنى مشكلة، مثل شاكيرا وبيكيه، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزجته التي تكبره بـ14 عامًا، وغيرهم الكثير.

 

وقد نجد الأمر في مجتماعتنا الشرقية كانت بدايته حين كان الأولاد طلاب بالمدرسة ونجد انجذابهم لمدرساتهم بالفصل وإعجابهم الشديد بهم.

وقد أوضحت بعض الدراسات أن الرجال يملين بالأساس إلى الناس الأكبر منهم في العمر، فنشر موقع Today.com مقالًا سرد فيه شرحًا مستفيضًا للعديد من الأسباب التي تجعل الشباب يقعون في عشق النساء الأكبر سنًا.

 

وشارك الرجال الذين أُجريَت معهم المقابلات بالأسباب التي تجعل من تلك النساء شريكات رائعات لهم، مثل كونهن "واثقات بأنفسن، ومتحدثات لبقات، ولا يضعن كل همهن فقط في تكوين أسرة".

 

ويرى البعض منهم أن ذكاء تلك النساء قد زاد من مستوى الثقة بالنفس والاعتداد بالذات لديهن، أقر البعض الآخر بأن مثل أولئك النساء يمتلكن خبرةً أكبر في مواجهة الحياة، ومزيدًا من الاستقرار العاطفي، وقدرةً أرسخ على الوقوف بثبات في مواجهة الحياة اليومية، إلى جانب قدرتهن على إعطاء المشورة الصادقة، ولفت انتباه شركائهن إلى وجهات نظر مختلفة.

 

وبناء على دارسة استخدام فيها بيانات جُمعَت من 55 مقابلةً أُجريَت مع نساء يرتبطون برجال أصغر منهن، ترواحت أعمارهن بين 30 و60 عامًا، وجدت "ميلين"، القائمة بالدراسة، أنه من المرجح بدرجة أكبر أن دور النساء في بدء العلاقة تضاءل عندما تتجاوز المرأة سن الأربعين، مقارنةً بنظيراتها اللائي كُنَّ في الثلاثينيات من عمرهن.

وترى أن قدرة ورغبة الأنثى على إجراء ما يُطلق عليه “Gender Script Renegotiation”، والمسؤول عن حث الأشخاص للسعي لإنشاء العلاقات، يضمحل لدى الإناث بمرور الزمن بسبب «ثقافة المجتمع والأعراف التقليدية» فبعض المجتمعات تعتبر اهتمام المرأة بمظهرها وسعيها نحو العلاقات مع الرجال الأصغر في هذا السن أمرًا مشينًا، بل ويُطلقون على مثل هذه المرأة «امرأةً متصابية» بمثابة نوع من أنواع الاستنكار لهذا السعي.

 

و حاول كلٌ من براين كوليسون ولوسيانا دي ليون الوقوف على أسباب انتشار ظاهرة العلاقات ذات الفارق العمري المتسع في دراسة أجرياها عام 2018 لتفسير تلك الظاهرة التي تناقض ما تقوله نظرية التطور، إن الإناث يفضلن الرجال الأكبر منهن بعض الشيء والعكس صحيح؛ وذلك لتحقيق أقصى لياقة تناسلية reproductive fitness، وسعيًا لتحصيل الموارد.

 

وتوصل الباحثان من خلال الدراسة إلى أن مثل هذه العلاقات غير المألوفة - خاصةً عندما تكون المرأة هي الأكبر- يُنظر إليها من بعيد بأنها شذوذ عن القاعدة المُطبقة في العلاقات النمطية المعتادة، أما في الواقع، وعند إلقاء نظرة عن اهتمام يتضح أن بعض الرجال يختارون امرأة أكبر سنًا لوجود إحساس بمزيد من «التكافؤ في العلاقة»، مثل هذه العلاقات أكثر شيوعًا مما يظن الناس، بل وأكثر نجاحًا أيضًا.