”أغاني المهرجانات” .. أمر واقع وأزمة مزمنة فشل هاني شاكر في حلها
عزة عبد الحميدمنذ عدة سنوات بدأت ظاهرة أغاني المهرجانات تضرب سوق الغناء المصري، والتي كانت بدايتها أوكا وأورتيجا وشحته كاريكا، ثم بدأت فرق المهرجانات في الظهور واحدة تلو الآخرى من فيجو للدخلاوي حتى صار الأشهر من بينهم هو "حمو بيكا" وفرقته، وحسن شاكوش وعدد من مؤدي أغاني المهرجانات، التي لا يمكن أن نعتبرها في مصاف الأغاني، ولكن لا يمكن أيضًا أن ننكر أنه لون أصبح له جمهور عريض ليس بمصر فقط، ولكن بالوطن العربي إجمالًا.
تواجه هذه الفئة ممن يعتبرون أنفسهم مطربين مشكلة مع نقابة المهن الموسيقية منذ الدورة السابقة للنقيب الموسيقي هاني شاكر بسبب رفضه إعطاءهم تصريحات بالغناء، إما منعهم لإقامة حفلات بالأماكن العامة، وهذا في دور رقابي على الأذواق تقوم به النقابة على المستمعين للارتقاء بالذوق العام، متغاضية عن أن وسائل التواصل أصبحت أقوى كثيرًا من يتم الحكر عليها، ووضعها تحت الحظر، كما أن الجمهور نفسه يرفض هذا النوع من الرقابة ويتبع منطق – الممنوع مرغوب- ويذهب إليه دون تفكير، كما أن الرقابة أيضًا لا تضع لا تنظر إلى اختلاف الأذواق والزمن الذي نعيش فيه.
ومؤخرًا قام حمو بيكا ببث فيديو مباشر يقول فيه: "النقابة عايزة 300 ألف جنيه من كل واحد عشان يدخلها، وأنا عايز أعرف النقابة هنا مين اللي بيمثلها والناس دي بتمنعنا ليه من شغلنا وأنا مستعد اتحبس والمرة اللي جايه إحنا هننزل وهنقول مش عايزين هاني شاكر وكل جمهور المهرجانات هييجي، والمرة الجاية هاجي أعملكم ثورة هنا".
وجاء رد النقابة فور مغادرة بيكا لها، بأنها قامت بتقديم بلاغ ضده، تتهمه فيه بالتعدٍّي والبلطجة والسب والقذف لما صدر منه داخل النقابة، وأصدرت بيان تقول فيه: "دا على الفيديو المسيء للمدعو حمو بيكا الذي لا يعترف فيه بالغناء المصري الأصيل ونجوم الغناء المصريين، وأنه في حالة عدم حصوله على عضوية النقابة سوف يحطم مبنى النقابة، وادعى كذبا على أعضاء المجلس بأقوال مجرمة في قانون العقوبات، وكان ذلك بسبب رفض النقابة التصريح له بالغناء في حفل بمدينة دمياط وإبلاغ الجهات الأمنية بإيقاف الحفل".
وأضافت أن المدعو حمو بيكا سبق ودخل لجنة اختبار عضويات برئاسة الموسيقار حلمي بكر، ورأت اللجنة عدم صلاحيته للغناء، وكانت النقابة قد أصدرت قرارا بمنع مطربي المهرجانات من الغناء ومن بينهم حمو بيكا، وهذا المنع في إطار دور النقابة في الارتقاء بالذوق العام ومنع الإسفاف والتردي والألفاظ التي تخدش الحياء العام.
وتابعت النقابة: "اتخذت النقابة الإجراءات القانونية ضد حمو بيكا بالتهديد بالبلطجة والادعاء كذبا على أعضاء المجلس".
وفي ذلك قال الناقد الموسيقي محمد شميس: مبدأيًا لا يوجد شخص وصي على الذوق الموسيقي لأحد، كما أن الذوق العام لا يوجد متحدث باسمه حتى تتخذ نقابة المهن الموسيقية تصريح بفرضها الوصاية على الذوق العام، ولكن وظيفة المطرب هاني شاكر "نقيب الموسيقين"، هو أن يحصل على حقوق الموسيقيين المتواجدين بالساحة الفنية.
وأضاف "شميس" - في تصريح خاص لـ"السلطة" - أن نوع الغناء الذي يقوم هاني شاكر بمهاجمته هو مسموع جدًا بالوطن العربي ويحقق أعلى المشاهدات، وبالتالي فعلى نقيب الموسيقيين أن يستوعب هذه الفئة من الموسيقيين، لذين هم أقرب للراب، والمتواجدين بكل دول العالم".
وأوضح: أن الفجوة الزمنية الحالية بين تقبل مطربي المهرجانات الشعبية والنقابة السبب بها هو هاني شاكر الذي اتبع التقليدية في كل شئ يقدمه، فهو لم يتطور منذ أيام عبد الحليم حاغظ وحتى الآن، فهو تحدث منذ عامين عن مطربي مزيكا الميتال على أنهم عبدة شيطان، فهو بالأساس لم يفهم أنواع الموسيقى المختلفة، وبالتالي فالأزمة كلها تكمن في شخص هاني شاكر، الذي يدخل نفس الحرب منذ عام كامل دون حل مما يعلن فشله بشكل صريح".
وأكد الناقد أن النقيب هو المستفيد الوحيد من هذه الضجة التي يشهدها الوسط الغنائي مما سيُقدم له من بروباجاندا وشو علامي.