المرأة المصرية إلى التمكين والريادة
يمنى إبراهيمالمُواطنون لدىٰ القانون سواء، مُتساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين ، أو العقيدة ، أو الجنس، أو الأصل، أو العِرق، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المُستوى الاجتماعي، أو الانتماء السياسي أو الجغرافي، أو لسبَب آخَر. هَكذا تَنص المادة ٥٣ من الدستور المصري منذ عقود طويلة، ولكن دائما كانت توجد فجوة بين النَص وتطبيقه، نظرًا لأن المرأة المصرية والتي تُعتَبر نصف المُجتمع، لم تكُن تحظى سابقا بكُل هذا القَدر من التَقدير والتمكين على كافة المُستويات.
مُكتسبات عظيمة للمرأة المصرية تَحقُّقت في ظِل قيادة سياسية راهَنت على أهميتها كأيقونة مِحورية للكفاح والتَميُز، ورمزًا للتضحية بكُل غالٍ ونفيس من أجل الوطن.
المرأة المصرية استطاعت أن تُثبِت جدارتها في العديد من التحديّات التي واجَهتها على مُستوى العمل السياسي والاقتصادي وكذلك المُجتمعي، وأن قُدرتها على العطاء وتحقيق النجاحات تتجاوَز أيضًا تربية الأسرة ومُساعدة الزوج في الشؤون الحياتية.
فَوجدناها لأوَّل مرة في تاريخ مصر تتولى ثمان حقائب وِزارية ثقيلة وهامة، وتتَقلّد منصب مُحافِظة، وتتحمَّل العمل على ملفات غاية في الصعوبة، بل تتوصَّل إلى حلول نافِذة ومُبهِرة لمُشكلات كبيرة.
وَجدناها أيضًا تستحوذ على أكبر نسبة لها في البرلمان المصري مُنذ نشأته والتي تخطت 30% من إجمالي مَقاعِد المجلس، كما أنها استطاعت أن تتبوأ مكانة ريادية على المُستوى الإقليمي والعالَمي من خِلال العديد من المِنصات التي خُصِّصت لدَعمها وتمكينها كالمجلس القومي للمرأة الذي استطاع أن يُقَدَّم المرأة المِصرية كَنموذج مِثالي يُحتَذى به في مُختلف المجالات.
أعوام عدة مَضت كانت شاهدة على أسماء كُتِبَت بأحرفٍ من نور في صحيفة إنجازات الوَطن لسيدات رائدات في كل القِطاعات، مثل السياسة، الإعلام، الاقتصاد ، التعليم ، الرياضة والفَنون.
حائط من البطولات المُشرِّفة بُنِي نِتاج عَزم وإرادة وثَبات في عصر ذَهبي لَهُن، تحت رِعاية قيادة سياسية ذات رؤية خَصصت عامًا رئاسيًا للمرأة المِصرية تكريمًا وتقديرًا لمجهوداتِها وتميُزها.
أكتب هذا المقال، وكُلي سعادة أنني من المحظوظات اللاتي عاصرن هذه الحقبة التاريخية من عُمر هذا الوطن، فمثلما ارتقينا لمناصب (مُحافِظة، قاضية، سفيرة، وزيرة).. لدي يقين أن القادم لنا أفضل على أمل أن تَرقى عظيمات مِصر في المستقبل القريب إلى أعلى المناصِب، مثل نائبة لـ رئيس الجمهورية.
بي أمل يأتي ويذهَب ولكن لن أُودعه.
- محمود درويش