القُلوب عند بَعضها
يمنى إبراهيمعِبارة لطالَما كنت أسمعها مُنذ صِغري في مُناسبات عديدة وظروف مُختَلفة ، ولكِن دائماً كان لها الوَقع ذاته على روحي ، شُعور مُميّز بالأُلفة والوِد كان ينتابَني يومياً في كُل مرة أرى ابتسامات الأهل والجيران وحتّى من لا تَربُطنا بِهم صِلة مُروراً بكَثير من المَواقف والمحطات الحياتية التي لا أنساها أبداً.
ولكنني أتساءَل ، هل مازال القَلبُ عِند مَثيلُه في أيامنا هَذِه ؟! هل ما زِلنا نتحلّى بالقِيم الفاضِلة والموروثات الحميدة التي كانت حِكراً أصيلاً على مُجتمعنا المِصري مُنذ قديم الأَزل ؟!
لَقد عهِدنا المُروءة ، الشَهامة و النَخوة طَبعاً مُتأصلاً فينا ، تعَلَمنا أن نُمارس الفضائل في وقتِها خارِج نطاق التكاليف والتدابير وبدون انتظار مُقابِل .
عَرِفنا أن الحق أحقُ أن يُتّبع ، وأن صِلة الرحم صِلة بالله ،وأن الوِد زينة النُفوس وراحتها.
ولكِن أينَ نحنُ من ذلك الآن ؟!
موضوعات ذات صلة
مُكتسبات فِكرية دخيلة على مُجتمعاتنا الشرقية كانت السبب الأساسي في اندثار تِلك القيَم والفضائل العظيمة التي توارثناها عن أبائنا وأجدادنا ، أصبحنا نَميل إلى الأَثرة وحُب النَفس والتملُق الزائف ،
لم نَعُد نشعُر بقيمة الإيثار والتعفُف ، ولم نَعُد نتودّد ونهتَم ونُدرك قيمة أحباؤنا إلا بعد رحيلِهم .
لذا، سيَظلُ " بناء الإنسان " هو الحل المِثالي دائماً لتحقيق بناء آمِن للمُجتمع ، ولن يحدُث ذلك إلا من خلال توجيه الأسرة ، التعليم ، الفَن و الإعلام الاجتماعي إلى التوعية المُستمرة بضرورة الارتقاء بالسلوك الإنساني والحِفاظ على القِيم المُجتمعية الفاضلة من الاندثار والزوال .
وأخيراً ، أختَتِم مقالي بالآية الكريمة :
قَد أَفلَح مَن زَكّاها ، أي من زكّى نَفسه بمَكارِم الأخلاق وجعلها منهجاً لَه ونوراً يَهتدي بِه في حياتِه.