عن منتدى الشباب والإصلاح الاقتصادي.. ننشر نص حوار رئيس الوزراء مع ”سكاي نيوز”
كتب محمد عليأجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حوارًا مع قناة "سكاي نيوز" الإخبارية، على هامش مشاركته في منتدى شباب العالم الذي انتهت فعالياته أمس الثلاثاء، كشف فيه رئيس الوزراء عن ما يحدث في مصر من إصلاحات وتغير على أرض الواقع .
- ما مدى تقييمكم لـ منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة؟ وإلى أي مدى يمكن أن يسهم المنتدى وغيره من فعاليات في تقديم صورة حقيقية عما يجري في مصر؟
اسمح لي في البداية أن أحيي الرئيس عبدالفتاح السيسي على فكرة إطلاق منتدى الشباب، وعلينا أن نتذكر جيدًا أننا على مدى فترات بعيدة وكثيرة جدًا، لم تكن لدينا آلية للتواصل مع الشباب، وكيف نصل لأفكار الشباب كحكومة، والعكس أيضًا، ونعلم جيدًا أن الشباب لديه طاقة كبيرة ولديهم أفكار خارج الصندوق، ولديهم حرص كبير على تقدم بلادهم، ولم تكن لدينا آليات حقيقية للتواصل معهم، وعندما بدأنا تنفيذ الفكرة في مصر لشباب مصر وحققت نجاحًا باهرًا، وخرجت إحدى التوصيات بعمل منتدى لشباب العالم، ونحن حاليًا في النسخة الثالثة منه وعدد الحضور كبير جدًا، ويقدر الشباب المشارك من خارج مصر بما يعادل نصف المشاركين.
وأعتقد أنها فرصة أكثر من رائعة لاجتماع الشباب مع بعضه وتحاورهم، ومثلما قال الرئيس خلال قيادته للمارثون الشبابي إن الهدف الرئيسي من المنتدي هو أن يتحاور الشباب وأن يتلاقى في أفكاره، والأهم أن نوصل رسالة مهمة جدًا لشبابنا وهو ألا يقعوا في فخ الإرهاب والتطرف، بغض النظر عن انتماءاتنا الوطنية أو حتى الدينية، نحن في النهاية بشر ونتفق كلنا على أساسيات محددة، وأخلاقيات محددة، ومهم جدًا أن يكون بيننا تواصل وتحاور لنبذ أي أفكار متطرفة تؤدي لاستقطاب الشباب بصورة كبيرة، وما نراه للأسف في كل الموجات الإرهابية والمتطرفة هو استقطابها للشباب، وأعتقد أنه من خلال هذا المنتدى تتوفر منصة أكثر من جيدة، ويعرف الشباب حقيقة الواقع على الأرض، من قضايا داخل مصر أو حتى قضايا عالمية، ويستمع لأكبر قيادة سياسية موجودة في الدولة، وهي أحد أهم القيادات السياسية على مستوى العالم، وهو ما يمنح الشباب فرصة رائعة لمعرفة ما يحدث على الأرض، ولا يستمر تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تدس في أغلب الأحيان أخبار غير دقيقة.
- ذكرتم أن المواطن المصري تحمل الكثير في سنوات الإصلاح.. ألم يحن الوقت حتى يجني هذا المواطن ثمار ما تحمله من أعباء؟
دعنا نوضح أن أي دولة تنفذ برنامج إصلاح اقتصادي تكون هناك أعباء اقتصادية تتحملها الدولة ويتحملها المواطن، وهناك دول كثيرة بدأت برنامج إصلاح اقتصادي في نفس الوقت الذي بدأته مصر، ولم يتمكن جميعها من نجاح برنامجها، مصر ولله الحمد بشهادة كل العالم نفذت أنجح برنامج إصلاح اقتصادي، ويكاد يكون الوحيد الذي نجح على مستوى العالم، والسبب في ذلك من البداية هو اتباع الرئيس السيسي سياسة المكاشفة والشفافية التامة، قال لنا وللمواطنين إننا سنتحمل في سبيل تحسن ظروف بلادنا، لنا ولأولادنا وأحفادنا، في سبيل أن تكون لدينا دولة قوية نبنيها لنا جميعًا، إذًا الموضوع ليس في سبيل تحقيق مكاسب على المدى القصير فقط، ووضع مسكنات لبعض القضايا دون حلول جذرية، وكان هذا القرار هو القرار الاستيراتيجي الذي اتخذ في 2016، وبدأنا التنفيذ.
دعني أطرح تساؤلًا.. لماذا نجح برنامج مصر للإصلاح الاقتصادي؟، لأنه في نفس الوقت الذي قمنا فيه بالإجراءات الإصلاحية الصعبة، نفذنا برنامجًا موازيًا بنفس القوة للحماية الاجتماعية، وهو ما قلل بصورة أو بأخرى تداعيات الإجراءات الصعبة على المواطن، والحماية الاجتماعية مثل الدعم النقدي وبرامج تكافل وكرامة، ومواضيع أخرى مثيلة، أيضًا عملية إصلاح وهيكلة الأجور التي بدأناها قبل عامين، وموضوع الإسكان الاجتماعي، وهو ما حقق بصورة كبيرة تلبية احتياجات قطاع كبير من الشباب والمواطنين، والتي كانت تمثل معضلة كبيرة قبل ذلك في إيجاد مسكن ملائم، أيضا حل مشكلة العشوائيات والمناطق غير الآمنة، والتي كنا نتأذى من صورها.
الحمد لله تمكنا من إيجاد بديل مناسب لحوالي مليون مواطن مصري كانوا يعانون من هذا الموضوع، أيضًا الدعم الكبير للسلع والذي نفذته الدولة، لتخفيف الضغط عن المواطن، ومشروع التأمين الصحي الذي بدأناه الفترات الماضية، والمبادرات الصحية التي تم ويجري تنفيذها، نتحدث عن 300 ألف عملية جراحية كانت ضمن قوائم الانتظار تم إجراؤها، موضوع 100 مليون صحة، وفيروس سي، كل هذه الأمور كانت مشاكل تؤرق الفقير والمتوسط والغني أيضًا، وعندما يشعر المواطن أن الدولة تشعر به، وأنها تحاول تنفيذ برامج لتحسين مستواه؛ هذا هو ما جعل المواطن يتقبل الظروف الصعبة في بدايات الإصلاح الاقتصادي.
أيضا دعنى أقل لك ما نشهده آخر سنة.. بدأت تظهر بصورة واضحة لأول مرة في تاريخنا من فترة طويلة جدًا، ألا وهى تحقيق فائض أولي في موازنتنا، وهذا يعني أننا عندما نتخلص من بند الفوائد والقروض والديون، لأول مرة إيراداتنا تتجاوز مصروفاتنا، التضخم أيضًا تراجع بصورة كبيرة جدًا، وهو ما أدى إلى أن تقل الفوائد على القروض بصورة كبيرة، وأدى أيضًا إلى الأهم وهو تراجع الأسعار، وهو أمر يحدث لأول مرة، أيضًا لدينا السلع متوفرة في كل الأماكن.
موضوعات ذات صلة
- رئيس الوزراء يتابع ترتيبات مشاركة مصر في معرض إكسبو 2020 بالإمارات
- زوار الكنيسة المعلقة يلتقطون ”سيلفي” مع وزير الآثار
- رسالة البابا تواضروس بمناسبة عيد الميلاد المجيد (فيديو)
- مصطفى مدبولي يبحث فض تشابكات البريد و”الاستثمار القومي”
- رئيس الوزراء يصدر قرارًا بتشكيل مجموعة وزارية للاستثمار
- الرئيس السيسي يهنئ الأرمن الأرثوذكس بعيد الميلاد المجيد
- الإمارات تهدي مصر مئات القطع الأثرية النادرة
- اليوم.. البابا تواضروس يترأس قداس عيد الميلاد بالعاصمة الإدارية
- الصحة : المخزون الاستراتيجي لمصل الإنفلونزا يكفى حتى 6 أشهر
- دار الإفتاء تهنئ المسيحيين بأعياد الميلاد (فيديو)
- وزير الخارجية الأمريكي: سنستهدف صانعي القرار في إيران وليس المليشيات
- نصائح النائب العام لوكلائه : ”هيبتكم في تواضعكم”
والدولة كانت حريصة أن تصل لأي مكان في جمهورية مصر لتوفير كل السلع والخدمات لكافة المواطنين، والحمد لله لأول مرة يتراجع التضخم الشهر الماضي لـ سالب نص ف المائة، وهذا يعني نزول الأسعار، وهو أمر يحدث منذ سنة، الأسعار في تراجع مستمر، والمواطن نفسه بدأ يتحدث عن هذا الكلام، والتساؤل المطروح هو هل هذا الكلام كافي بالنسبة لنا؟، الإجابة بالطبع لا، بالنسبة لنا أهم شيء كنا نعمل عليه خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية، هو تثبيت الدولة، وهو لا يعني أمنيًا فقط، بل اجتماعيًا أيضًا، ولدينا تحدي التحدي هو الزيادة السكنية، ما يعني أننا لا بد أن نخلق فرص عمل، ما يقرب من مليون فرصة عمل سنويًا، ودائمًا نسأل المؤسسات الدولية عندما نلتقي بهم عما إذا كانت هناك دولة بالعالم مطلوب منها توفير مليون فرصة عمل جديدة؟.. وأين هو القطاع الخاص الذي يمكنه توفير مليون فرصة عمل جديدة؟!.. لذلك كان لا بد للدولة أن تدخل بكل قوة في هذا الموضوع.
وحتى نتمكن من توفير فرص عمل بسرعة كان موضوع التشييد والبناء لأنه الأسرع، لدينا المدن الجديدة التي ننفذها لدينا مشروع الإسكان الاجتماعي، كل هذا لتوفير فرص عمل بحجم كبير، المواطن حاليًا يرى بنفسه كل هذا الكلام وبالطبع يشعر بسعادة لأنه يرى بنفسه الطرق والإنشاءات وحل مشكلة الكهرباء والمياه، ولدينا أيضًا المواطن البسيط يقول لنا إنه لا يهمه كثيرًا الطرق السريعة ويحتاج أن ينزل للشارع أمام بيته مرصوفًا وبه خدمات، ويسأل أيضًا عن النظافة وما إلى ذلك، وهو ما نركز عليه بشدة خلال العام الجديد، وأطلقنا برنامج اليوم لرصف وإنارة الشوارع الداخلية، وحسب توجيهات الرئيس نطمح في إنهاء الأمر بالكامل خلال 3 سنوات فقط، وأوضح لك أننا نتحدث هنا عن المدن القديمة والطرق الرئيسية في كل القرى، سيتم رصفها وإنارتها، ومنظومة المخلفات الصلبة لا بد أن نحقق فيها تغيرًا بالكامل خلال عام واحد، وموضوعات الخدمات مثل الصحة والتعليم وهما الأهم بالنسبة لنا، كل هذا الكلام لم يكن يتأتي بالنسبة لنا عمله إذا لم ننفذ الإصلاح الاقتصادي، اليوم أصبح لدينا فائض وحوكمة أكثر.
في موازنة 18-19 كانت الموازنة المخصصة للإنفاق على المشروعات تقدر بـ100 مليار جنيه، زودنا 40% العام الجاري يعني أصبحت 140 مليار جنيه، والعام المقبل نتكلم في حدود 200 مليار جنيه، كلها موجهة للمشروعات التي تمس المواطن وحياته اليومية، حتى يشعر معنا المواطن بتحسن الأمور، أيضًا اتخذنا خطوة مهمة جدًا في عملية هيكلة الأجور وتحسين مستواها، وسيستمر العام المقبل، والرسالة التي أود توصيلها للمواطن هي أنه كلما تعافى اقتصادنا تمكنا من تنفيذ أشياء كثيرة كانت من الصعب أن يتم تنفيذها قبل سابق.