نادية لطفي.. عضو جمعية حماية الحمير التي غنى لها العندليب
نوستالجيا محمد شوقينوستالجيا السلطة .. هي واحدة من أرق نجمات السينما العربية صاحبة الوجه الرومانسي والضحكة البريئة والحضور الطاغي، قدمت على الشاشة العربية أدوار الفتاة الرومانسية والمرأة اللعوب والمرأة الناضجة، ونالت إعجاب الجمهور والنقاد حتى أن الكثير من النقاد صنفوها أنها إحدي أهم خمس نجمات في تاريخ السينما المصرية.
هذا الوجه البشوش البريء الرومانسي الذي نراه على الشاشة هو له وجه آخر في الحياة العامة، هذا الوجه الجميل الذي غنى له العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ "الحلوة" و"مغرور" و"قوللي حاجه" و"جانا الهوا"/ تكون أحد أهم أعضاء جمعية حماية الحمير.
فمن المعروف عن كثير من نجمات السينما العربية عشقهم لتربية القطط أو الكلاب أو الطيور، أما نادية لطفي فكانت تعشق الحمير... لك أن تتخيل هذا الوجه الرومانسي يعشق الحمير بل وتقوم نادية لطفي مع الفنان الكبير زكي طليمات بإنشاء جمعية.
وأكثر "ما كانت تعشقه كان الحمير" طبقا للوارد في "الأنباء" التي لم تذكر للحمير، والتي كانت قد تأسست عام 1930 وكان رئيسها الفنان الراحل زكي طليمات ثم حُلت لأسباب أمنية وعادت من جديد في منتصف الستينات، ومعها انضم فنانون وصحافيون وكتاب مشاهير أمثال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، وعباس محمود العقاد، وتوفيق الحكيم، ثم هي والسيد بدير، وأحمد رجب، وغيرهم ممن منحتهم الجمعية رتبا ودرجات بحسب عضويتهم، بل وكانت ترعى فيها حمير.
هذا مع العلم أن هؤلاء القامات الفنية و الثقافية و الأدبية في مصر و الوطن العربي لم يجتمعوا وينشؤوا جمعية للحمير من أجل المزاح أو التهريج أو الاستخفاف بعقول الناس وإنما لما وجدوا في أن هذا الحيوان هو أكثر الحيوانات إيذاءا من البشر سواء بالضرب أو الإهانة.
وكان لإنشاء الجمعية هدف أسمي من تربية وعناية الحمير.. كان الهدف هو أن هذا الحيوان الضعيف الذي لا يستطيع أن يعبر عن آلامه من البشر هو أكثر الحيوانات تعاونا مع الإنسان وهو أكثر الحيوانات عملا فهو يعمل بكفاءة عالية ويضرب مثل أعلي في العمل الشاق طوال اليوم مع قلة الصرف علي طعامه و شرابه.
وبالفعل لاقت هذه الجمعية استحسان الرأي العام وقتها لما فيها من حجم و مكانة أعضاءها.. وكانت نادية لطفي الوحيدة في هذه الجمعية التي تشرف وتعتني وتهتم وتنشر الوعي والمعرفة.
هذه لمحة إنسانية بسيطة من لمحات إنسانية عديدة عن فنانة كبيرة أمتعت الجماهير بفنها طوال ما يقرب من خمسين عاما
واليوم ٣ يناير في عيد ميلادها الـ ٨٣ .. نتمني لها الصحة والعافية والسعادة.