كيف أعاد السيسي الأمل لـ 23 مصريا على مسافة 2000 كيلومتر؟
كتب عبدالعزيز السعدنييمتلك الرئيس السيسي لسانا صريحا وعفويا وقويا.. عندما يقول يفعل، وعندما يفعل يؤثر، وعندما يتحرك يقود.. وكما عاهدنا في أكثر من مناسبة أنه لا مساس بكرامة المصريين في أي مكان، وهو أيضًا الذي أكد في أكثر من مرة أن أمن الدول العربية الشقيقة خط أحمر وجيش مصر حامي المنطقة وليس مصر فقط، فماذا تنتظر منه إذا رأى أي إنسان في أي مكان يحاول المساس بـ كرامة مصري؟
خبر أدخل السرور على قلوب المصريين، قبل أن ينتهي يوم الأربعاء، الموافق 18 يونيو 2020، عندما أعلنت وسائل الإعلام عودة المصريين المختطفين في مدينة ترهونة في دولة ليبيا، والذين كانوا تحت سيطرة ميليشيات حكومة الوفاق.
قبل 48 ساعة..
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر في عدد من العمال المصريين في ليبيا في أثناء احتجازهم من قبل ميليشيات حكومة الوفاق، وتعنيفهم وتعذيبهم في مصراتة، بسبب دعمهم للجيش الليبي.
وعلى الفور، تحركت السلطات المصرية بقيادة الرئيس السيسي؛ للإفراج غير المشروط على العمال الذين ظهروا في الفيديو، من خلال اتصالات في الوقت الحالي من أجل الإفراج عنهم، مع الرد على واقعة الاختطاف.
قبل 24 ساعة..
صباح الثلاثاء.. ناقشت لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، طلب إحاطة قدمه النائب مصطفى بكري، حول أسباب اعتماد الخارجية المصرية لـ سفير حكومة السراج، وضرورة طره على خلفية اختطاف العمال المصريين في مصراتة.
مساء الثلاثاء.. اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أكد أن الجيش الليبي حدد المكان الذي تم تصوير الفيديو به، وهو مقر أحد ميليشيات مدينة مصراتة.
قبل ساعات.. الوفاق تعيد حساباتها
أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق، القبض على المتورطين في واقعة الإساءة لعدد من العمال المصريين والتي جرى تصويرها وتداولها قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تحديد هوياتهم، مؤكدة مباشرة إجراءات التحقيق معهم تمهيدا لإحالتهم إلى مكتب النائب العام في طرابلس.
وقالت الوزارة، في بيان اليوم، إن أجهزة الضبط القضائي التابعة لها تمكنت مساء أمس من رصد مكان واقعة الإساءة لمجموعة من العمالة المصرية، وكشف هوية المتورطين في هذه الواقعة وإلقاء القبض عليهم ومباشرة إجراءات الاستدلال معهم بالخصوص تحضيرًا لإحالتهم لمكتب النائب العام.
وأكدت وزارة الداخلية التعرف على العمالة المصرية المجني عليها في هذه الجريمة وعلى هوياتهم، وهم جميعًا بخير ويتمتعون بحريتهم دون أي قيد ويمارسون أعمالهم بشكل طبيعي، منوهة بأنه سيجري الاستماع إلى أقوالهم بشأن ما تعرضوا له من إساءات تنتهك حقوقهم وتخالف القوانين والأعراف والأخلاق وضمان كامل حقوقهم القانونية بالخصوص.
عند جهينة الخبر اليقين..!
عرض الإعلامي أحمد موسى خلال برنامجه "على مسئوليتي"، المذاع على فضائية "صدى البلد"، اللقطات الأولى لـ المصريين العائدين من ليبيا، والذين تم الإفراج عنهم بعد تدخل الأجهزة المصرية لإعادتهم.
"مكنش عندنا أمل إننا نرجع ونشوف ولادنا تاني".. بهذه الكلمات بدأ حديثه أحد المصريين العائدين من الاحتجاز في ليبيا، مضيفًا وهو في سعادة بالغة: حنا كنا وسط عصابات، والسيسي طلعنا من وسط الموت".
وتابع في تصريحات متلفزة، صباح الخميس، أنه كان على يقين بأن مصر لن تترك أبنائها، قائلا: مصر مش بتسيب ولادها يضيعوا، وكنا متأكدين إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، عمره ما هيسبنا.
وعن سرعة التحرك من قبل السلطات المصرية، علق: انبهرنا من سرعة الاستجابة، وأننا رجعنا مصر بسرعة كده، ونحمد الله ونتقدم بخالص الشكر، للرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه أعادنا لأرض الوطن، وده بفضل المخابرات المصرية، وده مش بعيد على مصر".
وكان اللواء خالد شعيب، محافظ مطروج، في استقبالهم أمام بوابة المنفذ الرئيسية، بناءً على تعليمات الرئيس السيسي الذي وجه كافة أجهزة الدولة المعنية، بتحرير 23 شخصًا من المواطنين المصريين العاملين بمدينة ترهونة الليبية.