أربع ثغرات تكشف تجسس إسرائيل على أمريكا
وكالات موقع السلطةتُظهر التجربة إنه إذا ظهرت قصة إخبارية مثيرة قرب نهاية حملة انتخابية، فأنها على الأغلب غير حقيقية.
نشر موقع "بولتيكيو" الأمريكي قبل أيام تقريراً أثار ضجة كبيرة، جاء فيه أن تحقيقاً أجرته أجهزة أمنية أمريكية أدى إلى تقديرات مفادها أن إسرائيل زرعت أجهزة تنصت على هواتف نقالة في منطقة البيت الأبيض، وذلك استناداً إلى أقوال ثلاثة مسؤولين أميركيين سابقين.
أشار التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية تعتقد أن إسرائيل وقفت، في العامين الأخيرتين، وراء زرع أجهزة التنصت في واشنطن، بهدف التجسس على مسؤولين في إدارة دونالد ترامب، وبينهم ترامب نفسه.
موضوعات ذات صلة
- نجلاء بدر: مسلسل ”شبر ميه” يعتمد على أكثر من بطل
- لليوم الثاني.. الجالية التونسية بمصر تدلي بأصواتها في انتخابات الرئاسة
- ”المصري للدراسات”: الشائعات آفة أي مجتمع من أجل تدميره واختراقه (فيديو)
- بمليون إسترليني.. سرقة ”المرحاض الذهبي” في المملكة المتحدة
- اللاجئون.. الكارت الأخير أمام أردوغان لاقتصاد تركيا
- تبدأ غدًا.. تعرف على فعاليات المؤتمر الوطني الثامن للشباب
- ”الفيل الأزرق 2” يحطم الرقم القياسي لإيرادات السينما المصرية
- ”شكله وحش”.. ترامب يخطىء في نطق اسم نائبه
- بخطأ غير مقصود.. رضيعة تقتل والدتها خنقًا
- بـ12 مليونًا.. قصر محمد علي يستعيد بريقه
- عرض سجادة ثمينة نجت من حريق كاتدرائية نوتردام
- دراسة عملية: الفئران تستمتع بلعب ”الاستغماية” مع البشر
من جانبه نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليّون، بشكل قاطع، إمكانيّة أن تتجسّس إسرائيل على الولايات المتحدة، ووصف مكتب "نتنياهو" التقرير بأنه "كذب مطلق"، وأنه "يوجد تعهد منذ سنوات طويلة وتوجيهات مكثفة من الحكومة بعدم القيام بأنشطة استخبارية في الولايات المتحدة. وهذه التعليمات مطبقة بشكل كامل من دون أية استثناءات".
ثم اتهم "نتنياهو" ، مستشارًا لرئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني جانتس، والرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، بالوقوف وراء نشر معلومات عن زرع إسرائيل لأجهزة تجسس قرب البيت الأبيض، والمستشار الذي أشار إليه نتنياهو هو يوآل بننسون، وكذلك اتهم صحفي في شبكة "فوكس نيوز" الأمريكيّة.
السؤال الآن : هل تجسست إسرائيل حقاً على الولايات المتحدة؟ أي هل ما تم نشره هو حقيقياً؟ أم أن له هدف آخر؟ ... بمراجعة التقارير الأخيرة يظهر عدة ثغرات في قصة التجسس الإسرائيلي على أمريكا .
تاريخ التجسس الإسرائيلي على الولايات المتحدة "المعروف" ليس ثرياً، لاسيما الجاسوس "جوناثان بولارد" الجاسوس الإسرائيلي الذي اعتقلته الولايات المتحدة سنة 1987 وحكم عليه بالسجن المؤبد وتم الإفراج عنه قبل عامين، ووقتها تعهدت إسرائيل بوقف أي نشاط استخباراتي في الأراضي الأمريكية.
ورغم ذلك كان معروفاً أن إسرائيل تقوم بأنشطة استخباراتية في الأراضي الأمريكية من حين لآخر خاصة فيما يتعلق بمجال التسليح والصناعات الأمنية، وحول الأهداف العربية التي تزور واشنطن بغرض جمع معلومات عنها.
أولها: بشكل عام الدول جميعها سواء أصدقاء أو حلفاء أو أعداء تقوم بأعمال استخباراتية ضد بعضها البعض ولكن تختلف في درجاتها وأهدافها، وهذا معروف في العالم، والولايات المتحدة على وجه التحديد هدف استخباراتي لدول عديدة في العالم مثلما تفعل واشنطن نفسها ضد دول أخرى، وهو ما يعني أن فكرة تجسس إسرائيل عليها ليست مفاجأة لواشنطن، ولكن كشف الأمر ونقله في وسائل الإعلام هو المفاجأة.
يبدو أن واشنطن قررت أن تتجاهل ما نشر، فترامب علق بأنه "لا يصدق" أن تل أبيب تتجسس عليه، ورفض التعليق ولم يتخذ أي إجراء في هذا الشأن حتى الآن، وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن إدارة ترامب لا ترد على قضايا تتعلق بالأمن والاستخبارات. كما رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ودائرة السايبر (DHS) التعليق على التقرير.
الثغرة الثانية، تتعلق بالتحقيق نفسه، فالصيغ التي تم استخدامها في التقرير الأمريكي غير واضحة، فمثلا مكتوب أن "الولايات المتحدة تشتبه في أن إسرائيل هي من تقف وراءه"، وتم نقل المعلومات على لسان "مسؤلين سابقين بمكتب التحقيقات الفيدرالية"، ومصادر أخرى مجهولة في الأجهزة الأمنية، وهو ما يثير الجدل في سبب نشر هذا التقرير في هذا التوقيت تحديداً، وهل تقف وراءه تيارات أمريكية تريد توجيه ضربة لنتنياهو أم لترامب بسبب علاقته الجيدة بإسرائيل ؟ دعونا نتذكر أن حلفاء أوباما السابقين مازالوا يتذكرون ما فعله نتنياه برئيسهم في حينه عندما ذهب لإلقاء خطاب في الكونجرس الأمريكي رغماً عن أوباما.
الثغرة الثالثة تتعلق بالأجهزة التي تم العثور عليها، وهي أجهزة "StingRays " وهي قادرة على مراقبة وتتبع الاتصالات الخلوية خلال تفاعلها مع الشبكات، وفقاً لما نشره الخبير التكنولوجي الأمريكي/ "جيف دونتس" وما نشره في مدونته "the led" فإن تقنية " StingRay" هي تقنية قديمة، تستخدمها قوات الشرطة الأمريكية منذ عام 2006 أو ما قبله، إذا كانت إسرائيل ستشن عملية للتجسس على إدارة ترامب بعد ثماني سنوات من إدارة أوباما المعادي لإسرائيل ، وإسرائيل التي هي واحدة من المصادر الرئيسية لتكنولوجيا الهاتف الخلوي في العالم، هل ستتبع طريقة قديمة يمكن اكتشافها بسهولة؟
الثغرة الرابعة، وفقاً لما نشر، فهناك أجهزة أخرى عُثر عليها والتي وًجد أنها صناعة إسرائيلية، وهو لايعني بالضرورة أن إسرائيل هي التي زرعتها، فيما أسرائيل تبيع هذه الأجهزة والأنظمة لدول عديدة في العالم، مثل شركة NSO الإسرائيلية تبيع أجهزة متطورة في التجسس لدول عديدة في العالم.