رئيس الوزراء: الدولة المصرية استطاعت خلال 5 سنوات تنفيذ عاصمة جديدة

أشاد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بجهود الدولة المصرية والتي استطاعت خلال 5 سنوات تنفيذ عاصمة جديدة، داعيًا دعا إلى تسجيل هذا اليوم فى التاريخ، حيث يشهد انعقاد الجلسة رقم 174 لمجلس الوزراء، لأول مرة فى مقر الحكومة فى العاصمة الإدارية الجديدة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى موسع، عقده رئيس الوزراء عقب ترؤسه أول اجتماع للحكومة بكامل هيئتها فى مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، أشار خلاله إلى أنه يسترجع اليوم على المستوى الشخصى، كيف كانت العاصمة الإدارية الجديدة منذ 5 سنوات، بالضبط مجرد رسومات وخرائط، وبعد هذه المدة الوجيزة تتواجد الحكومة اليوم فى مقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، وسط حجم عمل وتنمية فى هذا الموقع، يمثل اعجازاً بكل المقاييس من واقع الخبرة الهندسية.

وأضاف أن الدولة المصرية استطاعت أن تنفذ هذا الحجم الهائل من العمل خلال 5 سنوات لتنفيذ عاصمة جديدة، بينما استغرقت أى عاصمة جديدة عند تنفيذها على مستوى العالم نحو 20 سنة، كى تصل إلى حجم العمل المتحقق هنا، مؤكداً أن ما تحقق يعود إلى فضل الله وكرمه، ولكن لولا الإرادة السياسية للرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، ومتابعته اليومية لسير العمل مع كافة الجهات، لما كانت الحكومة ستكون موجودة اليوم فى هذا المقر.

وأضاف مدبولى أن ما نعايشه اليوم يدعو إلى الشعور بالفخر، حيث يمثل بداية حقيقية للجمهورية الجديدة، خاصة مع تحرك الدولة المصرية نحو تحقيق التنمية فوق كل شبر على أرض مصر، مشيراً فى هذا الصدد إلى التواجد أمس فى الصعيد، فى انطلاقة أسبوع كامل من افتتاح مشروعات كبيرة فى محافظات الوجه القبلى، ثم التواجد اليوم فى العاصمة الإدارية الجديدة، بما يعكس أن الدولة المصرية بها عمل وإنتاج فى كل شبر منها، وهذا رمز للجمهورية الجديدة.

ودعا رئيس الوزراء إلى استحضار بدايات الإعلان عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والتى شهدت تقليل البعض من مدى قدرة الدولة المصرية على تنفيذ مشروع بهذا الحجم، لافتًا فى هذا الخصوص إلى أنه باسترجاع تاريخ مصر منذ مصر القديمة، سنجد أن مصر وهى تنتقل من عصر إلى عصر، كان يصاحب ذلك دائماً إنشاء عاصمة جديدة، وقد أنشأ الخديوى اسماعيل فى القرن التاسع عشر مقر الحكم الجديد لمصر، الذى تتواجد فيه الحكومة اليوم، فى منطقة وسط البلد، أو القاهرة الخديوية، وكان بهذه الخطوة ينشئ عاصمة جديدة لمصر، حيث ترك مقر الحكم فى القاهرة الاسلامية، سعياً نحو الحداثة والتقدم، وكان الأمر حينها بمقياس السكان يمثل خلق عاصمة جديدة، حيث أنشأ الحى الذى استمرت فيه الحكومة 150 سنة، حتى لحظة التحرك الآن.

وأكد مدبولى أن العامة الإدارية الجديدة مخططة لتستوعب نمو وتقدم مصر لـ 200 سنة مستقبلا، لافتاً إلى أنه رغم الفخر بما تحقق فى هذا المشروع خلال 5 سنوات فقط، فمازال العمل مستمراً، حيث إن كل ما تم تنفيذه لا يمثل سوى مرحلة أولى فقط من مراحل التنمية التى تتم فى هذا المكان، مؤكداً أن التنمية التى تتحقق لاتقتصر على المبانى، فالحى الحكومى الذى تتواجد فيه الحكومة اليوم، يشهد تنفيذ توجيه الرئيس السيسى، بأننا لا ننتقل جغرافياً فقط، حيث يتم إنشاء الحى الحكومى بالتوازى مع التحديث الكامل فى منظومة العمل الحكومى، الأمر الذى يعكس أن التحدى الأكبر منذ اللحظة الأولى لم يكن تدشين المنشآت، بل رقمنة وحوكمة العمل الحكومى، وادخال نظم عمل جديدة غير مسبوقة، والأهم البدء فى تدريب وتأهيل الموظفين الذين سينتقلون للعمل بالعاصمة، ليكونوا قادرين على مواكبة الرؤى والأهداف التى نسعى من ورائها لبناء دولة حديثة.

وأوضح أنه من هذا المنطلق فلم يكن الأمر فقط يتعلق بالعملية الإنشائية للمؤسسات ولكن مرتبط بإقامة بنية أساسية معقدة، فيما يخص الاتصالات ومنظومة إدارة النظم والمعلومات، وربط المدينة بالكامل معا باعتبارها مدينة ذكية من مدن الجيل الرابع المستدامة، حيث إن العاصمة تضم أنظمة حديثة لم نكن معتادين عليها، وبدأنا تطبيق هذه المنظومة هنا وفى جميع المدن الحديثة التى بدأت الدولة المصرية فى تنفيذها، واليوم العاصمة الإدارية هى واحدة من هذه المدن.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن اليوم شهد انعقاد أول اجتماع لمجلس الوزراء فى العاصمة الجديدة، حيث كان هناك توجيه واضح من الرئيس، بالبدء فى إجراءات الانتقال الحكومى إلى العاصمة الإدارية الجديدة اعتبارًا من ديسمبر 2021، لذا كان هناك إصرار كبير على عقد أول اجتماع داخل العاصمة، وبهذه الخطوة نكون قد بدأنا بالفعل عملية الانتقال التدريجى، الذى قد يستغرق بعض الوقت مع الوضع فى الاعتبار الملاحظات والتشغيل التجريبى وعملية الربط الشبكى بين جميع المبانى بعضها البعض.

وكشف رئيس الوزراء، خلال حديثه بالمؤتمر الصحفى، عن أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع مجلس الوزراء فى مقر المجلس بالعاصمة الإدارية الجديدة بمعدل مرتين فى الشهر، حيث تم التوافق مع الوزراء على هذا الشأن، وسيعقد الاجتماع بالتبادل، بحيث يعقد مرة فى العاصمة ومرة فى المقر القديم، وذلك تدريجياً حتى الاستقرار الكامل.

ووجه الدكتور مصطفى مدبولى خالص الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى، على الجهد الهائل الذى يحدث فى مصر، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات لم تكن لتنفذ لولا الرؤية الثاقبة لمستقبل هذه الدولة والإرادة السياسية الكبيرة للرئيس، مؤكداً أننا كنا بالمعنى الحرفى نتحدى التحدى لتنفيذ هذا المشروع، وهو ما جعل أى مسئول أجنبى يأتى لمصر اليوم يتساءل عن الكيفية التى تم من خلالها انجاز حجم العمل هذا فى هذه المدة، لأنهم يعلمون جيدا أن حجم هذا العمل بالمعايير المعتادة يأخذ وقتا كبيرًا.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة هو عنوان للجمهورية الجديدة وهى كما يقول الرئيس دائما خطوة من ألف خطوة نحن فى حاجة إليها فى الدولة المصرية من أجل أن نصل إلى الحلم الذى نتطلع إليه والذى يتمثل فى أن يشعر كل مواطن فى كل شبر من مصر بوجود تنمية حقيقية تصل حتى باب بيته، وهذه هى الفكرة التى يقوم عليها مشروع "حياة كريمة" الذى نستهدف منه تطوير الريف المصرى الذى ظل لفترات طويلة لا يوجد تنمية حقيقية تحدث به.

وأضاف: وجودنا اليوم هو رسالة تؤكد لكل المواطنين المصريين أن الدولة عازمة على تحسين وجه الحياة فى هذا الوطن لكل المواطنين المصريين، وتوجه بالشكر للصحفيين والإعلاميين على المشاركة فى هذا الحدث المهم فى تاريخ مصر، وكذلك لكل من بذل جهدا فى إنجاز هذا الحلم.