خطيب المسجد الحرام: صيام عاشوراء من أعظم أسباب راحة البال في الدنيا
هاني محمدقال الشيخ الدكتور سعود الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام،إن التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالنوافل من أعظم أسباب راحة البال في الحياة الدنيا.
صيام يوم عاشوراء
وأضاف " الشريم" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة: وذلك لأن كثرة النوافل مدعاة لمحبة الله، ومن أحبه الله أصلح باله وأراحه، ففي الحديث القدسي قول الله جل شأنه: "وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورِجْله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" رواه البخاري .
موضوعات ذات صلة
- خطيب المسجد الحرام: الحياة الدنيا تقلب وتداول فمن سره زمن ساءه آخر
- هل يجوز صوم يوم عاشوراء منفردا؟ .. الإفتاء توضح
- خطيب المسجد الحرام: والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون
- خطيب المسجد الحرام: الدنيا ممر يصحب المرء منها الصالحات
- الإفتاء: النبي صام عاشوراء قبل فرض الصيام بـ رمضان
- ما حكم الدين في الحيض أثناء صيام يوم عاشوراء؟
- رمضان عبد المعز يوجه نصائح للمسلمين بخصوص يوم عاشوراء
- الإفتاء تكشف حكم الدين في التوسعة على الأهل بيوم عاشوراء
- الإفتاء: يوم عاشوراء جعله الله زمانا لقبول التوبة
- خطيبا الحرمين: جماعة الإخوان إرهابية لا تمثل الإسلام
- السديس: استفتحوا عامكم الجديد بتوبة نصوح
- ما هو يوم عاشوراء .. وحكم صيامه وفضله؟
وأوضح أن من النوافل التي ندب إليها في ديننا الحنيف صيام يوم عاشوراء، فهو شعيرة من شعائر الدين القيم، وقد قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" رواه مسلم.
طرق استجلاب راحة البال
وأفاد بأن من أقصر الطرق لاستجلاب راحة البال: إدراكَ المرء أن الحياة مهما طالت فهي قصيرة، وأنها مختصرة في ثلاث آيات قصيرات، من قول الله جل شأنه عن الإنسان:(خلقه فقدره، ثم السبيل يسره، ثم أماته فأقبره).
وتابع: ولم تكن الحياة بحاجة إلى وصف أكثر من هذا ولا أوجز منه؛ ليدرك المرء: أن الأمور بيد الله، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن ما كان له فسيأتيه وإن أبى الناس أجمعون، وأن ما لم يكن له فلن يأتيه ولو ملك كنوز قارون.
طاردة لراحة البال
وأكمل: وأن ما مضى فات فلن يرجع إليه، وأن المستقبل غيب لا يعلمه إلا الله، وأنه ليس له إلا ساعته التي هو فيها، ولهذا استدل أهل المعرفة على راحة بال المرء بثلاث: بحُسن التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر على ما قد فات، فالمرء بمثل هذا الفهم واستصحابه في كل آن، سيتدثر براحة باله، ويتزمل بسكينة قلبه وصفاء عيشه.
ونبه إلى أن أهل النظر والنباهة يدركون أن راحة البال غاية منشودة للمرء، وأنها تفتقر إلى سكينة قلب لا يغشاها جلبة، وصفاء روح لا يشوبه كدر، وعليه فإن الاحتقان النفسي والقلق والتوتر والفرق وتغليب الظنون السلبية على الظنون الإيجابية، كلها عوامل مزاحمة لراحة البال إن لم تكن طاردة لها بالكلية، ومربط الفرس في هذا هو القلب، لأنه إذا كان سليما يقظا استسقى راحة البال بمجاديح الصفا وسلامة الصدر”.
وأشار إلى أن الحياة تحمل في طياتها أفراحًا وأتراحًا، وضحكًا وبكاءً وكدرًا وصفاءً، ومنغصاتها كثيرة ونفس المرء تحوم بها في كل اتجاه زوابع الكدر والقتر، والهموم والغموم، ومثل هذا التراكم كفيل بغياب راحة البال عن المرء حتى يحيل له العسل مرًا والعذب ملحًا أجاجًا.