الإكثار من الدعاء والاستغفار للوالدين بعد موتهما.. هل هذا يُعدُّ من البر
محمد هانيفضل الإكثار من الدعاء والاستغفار للوالدين بعد موتهما، هل هذا يُعدُّ من البر المأمور به شرعًا؟
قالت دار الإفتاء إن اللهُ تعالى ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم أوجب بِرَّ الوالدين والإحسان إليهما في مواضعَ كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۞ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 23، 24].
وأخرج الإمام مُسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ»، قيلَ: مَنْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: «مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ أحَدَهُما أوْ كِلَيْهِمَا، فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ».
موضوعات ذات صلة
- الإكثار من الدعاء والاستغفار للوالدين بعد موتهما.. هل هذا يُعدُّ من البر
- الإفتاء: كثرة عدد المصلين على الميت فيه شفاعة ومغفرة له
- الإفتاء توجه نصيحة للأزواج: احذرا الغياب والسهر لكي لا تكثر المشكلات
- اجعلوها بداية لحياة جديدة.. 3 نصائح من دار الإفتاء في أول العام
- الإفتاء: إهداء قراءة القرآن للميت جائز ويصله الثواب
- نصائح دار الإفتاء للجمهور في بداية العام الجديد.. كيف نستقبله؟
- الإفتاء: الشماتة في الموت من الأخلاق الذميمة ولا تجوز شرعا
- المفتي: جهود دار الإفتاء في التوعية الزوجية جاءت متوافقةً مع اهتمام الدولة والرئيس السيسي بالأسرة
- المفتي: أناشد الشباب المقبلين على الزواج عدم المغالاة في تجهيزات بيت الزوجية
- ما حكم إيداع الأموال في البنوك؟.. الإفتاء تجيب
- ما حكم الاحتفال بالعام الميلادي الجديد؟ الإفتاء تجيب
- هل التدخين يتطلب إعادة الوضوء .. دار الإفتاء ترد
ما حكم بيع المنتجات منتهية الصلاحية؟ دار الإفتاء تجيب فتاوى تشغل الأذهان.. حكم التفات الأم إلى طفلها في الصلاة.. هل مقولة اسعى يا عبد وأنا أسعى معاك تجوز شرعا؟ دار الإفتاء ترد
وأضاف: الأمر بالبر في آيات القرآن الكريم لا يحصر برهما في حال دون حال، ولا في زمان دون آخر، فيجب على الولد أن يبر والديه حال حياتهما، وإن فاته ذلك في حياتهما فلا أقل من أن يبرهما بعد وفاتهما؛ روى أبو داود في "سننه" عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله، هل بقي عليَّ من بر أبويَّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟ قال: «نَعَمْ؛ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا».فعلى من تُوفي والداه أن يكثر من الدعاء والاستغفار لهما؛ قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: ٢٤].
وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم في "صحيحه" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَة..» وذكر منها: «وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».
وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ترْفَع للميت بعد موته درجة، فيقول: أي رب، أي شيء هذه؟ فيقال: ولدك استغفر لك". ومما ذكر يعلم الجواب عن السؤال.