محمد عليّ باشا.. وكواليس مذبحة المماليك
كتب محمد علىلم يتبق لمحمد عليّ باشا في طريقه إلا عقبة المماليك، حيث كانوا سيقاومون أية محاولة للتغيير الجذري بكل تأكيد، لما سيترتب عليها من تغيير النُّظُم المعمول بها، سواء في الحياة المدنية ودواوين الدولة أو في الجيش، وبالتأكيد كانت تجربة سليم الثالث مع جنوده الإنكشارية عندما حاول تحديث الجيش على النمط الأوروبي نُصب عينيه. لذا رأى محمد علي أنه من الضروري قطع دابر المماليك، والخلاص من تطلُّعهم إلى السلطة والحكم الذي سيعرقل أي إجراءات إصلاحية قد يهم بتنفيذها.
لذا كانت دعوته لأمراء المماليك يوم 1 مارس 1811، لحضور حفل تنصيب ابنه «طوسون» قائدًا للحملة المتجهة لقمع المتمردين الوهابيين بشبه الجزيرة العربية؛ الفخ المنتظر وقوعهم فيه.
موضوعات ذات صلة
- بعد نجاح حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية.. «الداخلية» تقدم التحية للجماهير
- البرازيل تقسو على بيرو وتسجل الهدف الثالث
- أزمة البورد تُلطخ «البالطو الأبيض».. وخبراء يتهمون «الصحة» بالتسبب وراء هجرة الأطباء
- ديارنا يبدأ جولة المصايف من الإسكندرية
- غداً.. الحكم في دعوي وقف عرض فيلم كازابلانكا
- «تسول أون لاين».. عمليات النصب عرض مستمر.. وخبراء: «القانون لايحمي المغفلين» (صور)
- محمد منير يُحيي حفلاً في ألمانيا (صور)
- الديهي: الاتحاد الأوروبي وجه إنذار شديد اللهجة لتركيا
- رئيس دولة موزمبيق يزور منطقة الأهرامات (صور)
- غدا إعادة محاكمة 4 متهمين في أحداث الطالبية
- فيرمينو يقود البرازيل أمام بيرو في كوبا أمريكا
- أمين عام نقابة الأطباء الأسبق: «الصحة» وراء هجرة «البالطو الأبيض»
حضر المماليك مرتدين حُلَلهم الزاهية المنسوجة من الحرير والكشمير، وقد استُقبِلوا بحفاوة وترحاب كأحسن ما يكون الاستقبال، وعندما أوشك الحفل على الانتهاء، استأذن المماليك مُضيفهم للانصراف، وعندما تحرَّك الموكب، تقدَّمهم حرس الباشا، وخلفهم فرقة ثانية تضم الدلهيين.
يستمر الموكب في التحرك في الطريق المفضي من باب الوسطاني إلى باب العزب الذي يطلّ على ميدان الروميلة، وفي الطريق الضيق المنحدر الذي لا يسع سوى ثلاثة فرسان، نُصب الفخ، وبمجرد أن خرج آخر جندي من حرس الباشا من باب العزب أغلق الباب ودوى الرصاص الذي أُفرغ بلا رحمة في أجساد نحو 500 من قادة المماليك، ولم ينج منهم أحد تقريبًا، بالرغم من وجود بعض الأساطير غير المؤكدة عن نجاة البعض.
لم تكن هذه المذبحة الأفظع في تلك العصور، فقد قتل «نابليون بونابرت» 2500 سجينًا تحت أسوار يافا عام 1799م، وقتل السلطان «محمود الثالث» 6 آلاف من جنوده الإنكشارية عام 1826م، وقبل هؤلاء جميعًا حاول خسرو باشا والقبطان باشا الخلاص من المماليك أنفسهم.
ويبقى الحكم على هذه الحادثة في سياقها التاريخي والسياسي. لنتخيل شكل مصر في ظل حكم المماليك بالمقارنة بالوضع الذي كانت عليه قبل حكم محمد علي، وبعد حركة التَّحديث التي قادها.