صلاح ذو الفقار .. بطل عيد الشرطة الذي ساعد السادات ومات أثناء التصوير
محمد شوقيأثناء فترة القبض على السادات في قضية مقتل أمين عثمان، كان وقتها الفنان صلاح ذو الفقار ضابط حديث التخرج في سجن مصر، وكان يساعد مساجين الرأي مثل السجين وقتها محمد أنور السادات، وكان يأتي له بالطعام و الجرائد و السجائر، بل وكان يساعد أسرته للحصول على تصريح بالزيارة و الاطمئنان عليه كما قالت كل من ابنته رقيه السادات و زوجته الأولى إقبال ماضي، بل وكان يهدأ من روع ابنته رقيه قائلا لها "أبوكي بطل وليس سجينا".
دارت عجلة الزمن وأصبح السادات رئيسا لمصر، واستقال صلاح ذو الفقار من الشرطة ليتفرغ للسينما، وكان الرئيس السادات حريصا دوما على دعوة الفنان صلاح ذو الفقار في مناسباته العائلية في زواج بناته أو مناسباته العامة أعياد أكتوبر و ثورة يوليو والمناسبات الدينية المولد النبوي الشريف وغيرها.
قام السادات بتكريمه بعد ما أنتج فيلم "أريد حلاً"، لفاتن حمامة، والذي ساهم بشكل كبير في تغيير قانون الأحوال الشخصية في مصر، بل وقام السادات برد الجميل لصلاح ذو الفقار بشكل رسمي عندما عرض عليه منصب وزير الثقافة، و لكنه اعتذر عن المنصب وشكره على ذلك.
تخرج صلاح ذو الفقار من كلية البوليس 1946، وهو بالمناسبة دفعة اللواء أحمد رشدي وزير الداخلية الأسبق، وعُين ضابط في سجن مصر وكان وقتها السادات مسجون بسبب قضية مقتل أمين عثمان، وكان هو الضابط المكلف بحراسته هو وباقي المتهمين في القضية.
كان أحد ضباط شرطة قسم الإسماعيلية الذي اقتحمه الاحتلال البريطاني في 25 يناير 1952، وراح ضحيته 50 من رجال الشرطة و80 جريحًا، كان من بينهم صلاح ذو الفقار، ولم يستسلموا، ويسلموا مبنى المحافظة لقوات الاحتلال، وأصبح عيدًا للشرطة المصرية سنويًا.
فلم يكن صلاح ذو الفقار بطلًا في السينما المصرية و لكن كان بطلًا في خدمة بلده وأهلها، وقد توفي في 22 ديسمبر 1993، إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء تصوير المشهد الأخير من فيلم "الإرهابي".