”حميدو” .. فتوة الإسكندرية الذي أغضب الخديوي عباس وهابته الشرطة
عزة عبد الحميدعرفت مصر في بداية القرن العشرين بانتشار الفتوات في البلاد، والذين جاء أغلبهم ظالمًا ولم يحقق العدل بين الناس، ولكنه كان يعمل كل منهم لهواه الشخصية ومكاسبه المادية.
ولكن كان هناك أيضًا القليل من الفتوات الذين يسعون إلى تحقيق العدل والآمان بين الناس، واشتهر من هؤلاء الفتوة عبد الحميد عمر، والذي جاء اسم شهرته "حميدو"، والذي كان يمارس الفتونة بأحد مناطق الاسكندرية.
ولد حميدو عام 1980 من أصول روسية مصرية، واختار لنفسه ملابس وهيئة خاصة به، فكان ذو سروال أسود، وطربوش مغربي، وشال أبيض، جعلوا منه صاحب هيبة بين أهالي بحري بمدينة الاسكندرية والسيالة.
مما جعل لهذا الفتوة شهرة هو ما دار بينه وبين الخيديو عباس حلمي الثاني، والذي كان السبب في تلقيب الخديوي له باسم "الفارس"، وكانت بداية القصة بالسباق الذي يقام بشكل سنوي بين فتوات السيالة و رأس التين والذي قرر أن يشارك به "حميدو" عن أهل السيالة، وكان يحضره الخديوي، وفاز به حميدو.
بعد الفوز الذي حققه الفتوة المشهور قام "عباس" بإلقاء حفنة من الريالات الفضية على الفتوة الكاسب، ليرفض أن الأخير بأن ينزل للأرض لآخذ الريالات، مما أغضب الخديوي الذي اعتبر الفتوة يقوم بإهانته، وأمر باستدعائه للقصر، وأن يقوم بمبارزة بين أحد خدمه.
وافق حميدو دون خوف على هذا النزال، ومع بداية الصراع بينهما، قام الفتوة بضرب الخادم برأسه ليفقده الوعي، ويفوز في النزال، ليطلق عليه الخديوي لقب "الفارس"، الذي ظل مقترنًا به حتى وفاته عام 1936.
لم يزد هذا اللقب "حميدو" إلا قوة وتجبر لدرجة أن رجال البوليس كانوا يخشونه ، لدرجة أنه كانوا يتجاهلونه في تنفيذ الأحكام الصادرة ضده ، نتيجة لبعض الأفعال التي يقوم بها بعد شربه الخمور بها من تكسير للمحلات وما شابه ذلك، والتي كان يقوم بها عن عمد أيضًا حتى لا يتم إصدار أحكام ضده، حيث أنه كان بحالة سُكر.
وفي آخر مرحلة من حياة حميدو، قرر أن يترك الفتونة ويفتتح قهوة، وكان يجلس عليها الفتوات فقط، وذلك لأن الناس كانت تخشى الاقتراب منه، ولكنها مع الوقت أصبحت مكان لتجار الحشيش، والتي كان يتم توزيعه وإدارة بيعه عن طريقه، كما أشيع عنه.