مابين مصور وقائد فرقة موسيقية.. «النابلسي» كوميديان السينما المصرية
كتب محمد شوقيلم يكن مثل غيره من نجوم الكوميديا الذين ظهروا في جيله، فكان مختلفًا ذو أداء خاص جعله مطلبًا لكل صناع السينما الذين رأوا فيه قدرة فائقة على إنجاح العمل فأصبح عبد السلام النابلسي، الذي يملك طريقة خاصة جداً في الأداء وإخراج الكلمات ونطق الحروف متكبر ومتعالٍ لدرجة تثير الضحك والإعجاب وأحياناً الغيظ.
شديد السخرية من نفسه ومن سوء حظه، و رغم أن معظم أدواره فى السينما كانت أدواراً مساعدة، إلا أنها ببصماتها الكوميدية المميزة لاتزال محفورة فى وجدان محبى الكوميديا، وتألق في أدوار الكوميديا وشكل ثلاثي رهيب مع الراحل إسماعيل ياسين وزينات صدقي.
موضوعات ذات صلة
- رئيس مصلحة الضرائب يتفقد منطقة جيزة أول ومأمورياتها
- رئيس مصلحة الضرائب يؤكد أهمية تطوير العنصر البشري
- 73 % حصيلة إيرادات «الضرائب» من الموازنة العامة
- في الذكرى الـ 14 على رحيله.. «النمر الأسود» في قلوب المصريين (صور)
- خبير اقتصادي: الدولة تتجه لتقنين أوضاع الـ«توك توك» لتحصيل الضرائب (فيديو)
- «محمد علي» من شارع الفن إلى الموبيليا.. «العندليب» أبرز قاطنيه (صور)
- مختار حسين.. البطل الفنان
- إبراهيم الشرقاوي.. فنان في طي النسيان
- مد ساعات العمل حتى السابعة مساءً في بنك مصر
- سعيد أبوبكر.. «شيبوب» السينما المصرية
- محمد عتريس.. فتوة السينما
- عمرو أديب عن تظاهرات غزة: «أول مرة حركة مقاومة تضرب أهلها»
عبد السلام النابلسي من مواليد طرابلس لبنان يوم 23 اغسطس عام 1899، من أسرة متدينة جدا حيث كان جده هو القاضي الشرعي الأول في «نابلس»، أرسله والده وجده إلى القاهرة للدراسة وحفظ القرآن الكريم في الأزهر الشريف ودرس اللغة العربية، وهو ما تم بالفعل حيث أتم حفظ كتاب الله إلى جانب إتقانه اللغات الأجنية الإنجليزية والفرنسية التى تعلمها بلبنان.
وفي 1923 اشترك في عروض مسرحية قليلة، وكان له نظرية معينة في الأداء التمثيلي لا تعترف بأهمية الإلتزام بالحوار المسرحي، وإنما الأفضل أن يستمع الفنان إلى ما يجيء في السيناريو حتى يكون ملمًا بالجو العام للموقف ومن هنا يستطيع الأداء بتلقائية، وهو ما رفضه وهبي وحذره أكثر من مرة من عدم الخروج عن النص والإرتجال، ولكنه لم يلتفت إلى تحذيراته، وكرر إرتجاله وهو ما لم يحتمله عميد المسرح العربي فطرده من الفرقة.
جاءت فكرة دخوله إلى عالم السينما والفن عن طريق المصادفة، وذلك بعد أن عرفه أحد أصدقائه على السيدة «آسيا» التي رحبت به وعرضت عليه العمل بالفن، وهو ما رحب به عبد السلام النابلسي وكانت بدايته في فيلم «غادة الصحراء».
واستمرت مشاركته الفنية حتى أن التقي بالفنان عبد الحليم حافظ ليشاركه البطولة في جمع الأفلام التى قدمها العندليب الأسمر، وكان من أشهرها شارع الحب وتقلد دور حسب الله السادس عشر قائد فرقة موسيقية، فما عدا فيلم «معبودة الجماهير» التى حالت ظروف سفره من مصر دون مشاركته للدور الذى قدمه الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس.
وكون النابلسي كماذكرنا ثلاثي لاينسي في تاريخ الفن المصرى والعربي كه الثنائي إسماعيل ياسين وزينات صدقي، وكذلك ثنائي مع الراحل عبد الحليم حافظ، وكذلك ثنائي آخر مع ملك العود فريد الأطرش.
التقيا سينمائيًا للمرة الأولى عام 1939 في فيلم «بياعة التفاح» ولكنهما تخرجا قبل ذلك في مدرسة مسرحية واحدة وهي «فرقة رمسيس» لصاحبها الفنان يوسف وهبي، ولذلك تُعد بداية كل من أنور وجدي وعبدالسلام النابلسي متقاربة زمنيًا، ولذلك أيضًا ربطت الصداقة العميقة بينهما.
الضرائب تنهى مشوار عبد السلام النابلسي في مصر كما أنهت على جميع الفنانيين في عصره حتى يتم مطالبته بمبلغ 13 ألف جنيه، وهو مبلغ كبيرا جدا في وقتها، وقد عرض النابلسي سداد مبلغ 9 آلاف جنيه، إلا أن الضرائب لم توافق فيضطر النابلسي للرحيل عن مصر ليستقر في بيروت.
وفي ليلة وفاته كان قد دعا كل من، فريد شوقي وهدى سلطان وحلمي رفلة، ووحيد فريد، على العشاء في منزله، لتتدهور حالته الصحية وتنقله عربة الإسعاف إلى المستشفى، ليتوفى على بابها في 5 يوليو 1968.