عندما وزع صلاح منصور حلوى يوم استشهاد ابنه
كتب محمد شوقيالفنان صلاح منصور، والذي اشتهر بلقب «عمدة السينما المصرية» نسبه إلي دورة في فيلم الزوجة التانية، والذي قام فيه بأداء دور العمدة «عتمان» الظالم، وبين أدوارصلاح منصور في السينما ودورة في الحياة مسافات من الإنسانية والوطنية.
شارك ابن صلاح منصور في حرب 73 وعندما جاءه خبر استشهادة وزع حلويات علي جيرانه والمارة في شارع منزله وعانق الرئيس السادات وبكى في حضنه وتبرع بمكافأة ومعاش إبنه الشهيد لتسليح الجيش المصري حتي رحل عام 1979.
جمع الراحل صلاح منصور مع الرئيس أنور السادات، موقف إنساني آخر،حينما تعرض نجل الأول الأصغر لوعكة صحية وكان بحاجة لإجراء جراحة عاجلة بالعاصمة البريطانية لندن، وسافر على نفقة الدولة، إلا أنه بعد ثلاثة أشهر احتاج الى تجديد القرار،وصادف حينها زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للعاصمة البريطانية.
والتقى هناك الجالية المصرية في السفارة وطلب منه الفنان الراحل، مد فترة علاج ابنه ووافق الرئيس الأسبق على الأمر شفاهية، ولكن «منصور» أصر على أن يكتب السادات القرار حتى يطمئن قلبه وهو ما نفذه السادات لكن ابنه توفي بعد إجراء العملية بأيام وقد لحق به صلاح منصور بعدما اصيب بكثير من الأمراض فتم نقلة الي مستشفي العجوزة وتوفي صباح يوم الجمعة الموافق 19 يناير عام 1979
وعمدة السينما المصرية صلاح منصورمن مواليد سنة 1923 في شبين القناطر تخرج من معهد التمثيل عام 1947 بدأ حياته الفنية على المسرح المدرسي عام 1938 أثناء دراسته، عمل محررا في روزا اليوسف عام 1940 أسس المسرح المدرسي مع زكي طليمات كون من زوملاء دفعته فرقه المسرح الحر عام 1954 أشترك في العديد من المسرحيات مثل " الناس اللي تحت "، " ملك الشحاتين "، " برعي بعد التحسينات "، " زقاق المدق "، " ياطالع الشجرة "، " رومولوس العظيم".
عمل كـ "كومبارس" في فيلم "غرام وانتقام"، مع يوسف وهبي وأسمهان، وربما نتذكره في "اسكتش" العقلاء لإسماعيل ياسين في فيلم "المليونير"، و ازدهر سينمائيًا في فترة الستينيات، حيث قدم خلالها عددًا كبيرًا من الأفلام، جسّد فيهم أدوارًا معقدة بالغه الأهمية، ليترك العديد من البصمات القوية التي يمكن أن نشاهدها له في فيلم "لن أعترف"، وفيلم "الشيطان الصغير"، وفيلم "أرمله وثلاث بنات"، وفيلم "الزوجة الثانية"، في دور العمدة الشرير ويعتبر من أهم أدوارة التى تميز فيها ، وفيلم "حبيب الروح"، وفيلم "العصفور"، وفيلم "هارب من الأيام".