صباح .. ”الشحرورة” التي أشعلت غيرة الفنانات بسبب أناقتها
محمد شوقيصباح .. الشحرورة صاحبة البهجة والوجه البشوش، الفنانة التي لم تفارق وجهها الابتسامة العريضة، والبهجة في أغانيها وأفلامها، حتى حياتها الخاصة التي كانت مليئة بالأوجاع كانت تستقبلها بالابتسامة.
أحبت الحياة وأحبتها الحياة فأعطت لها القبول والحب من الجميع، وأعطت لها الشهرة و المجد والمال والأناقة، فكانت أكثر الفنانين "شياكة" في تاريخ الفن العربي.
عندما بدأت فايزة أحمد الخوض في مجال البطولة السينمائية كان فيلم "المليونير الفقير" مع إسماعيل ياسين، وكان دورها فتاة فقيرة تعمل عاملة تليفون، ودورها لا يستدعي إلا ارتداء ملابس عادية، فجاءت أول يوم تصوير ومعها فستان فخم مرصع بالكريستال والحلي لا يناسب دورها، فانزعج المخرج وقال لها مش مناسب للدور، فبكت وانهارت في الاستوديو وكادت أن ترفض أن تؤدي الفيلم وقالت "اشمعني صباح" و تم إقناعها بعدها لتؤدي الدور.
لم تهدأ فايزة أحمد فكانت صورة صباح وأناقتها تؤرقها فكانت تغني في أفلام كضيفة شرف، وهي حريصة على ارتداء الفساتين الفائقة الأناقة كصباح، وذلك في أغنية "حمال الآسية" وأغنية "بريئة" في فيلم "أمسك حرامي"، وغيرها من الأفلام التي كلما ظهرت تغني في فيلم تجد روح صباح في فساتين فايزة أحمد.
وعندما ظهرت سعاد حسني مع صباح لأول مرة في فيلم "ثلاثة رجال و امرأة"، وكانت سعاد حسني وقتها لا تزال وجه غير معروف، فرأت سعاد حسني أثناء التصوير كمية الفساتين الفائقة الأناقة وأكثر من ماكيير و كوافير للست صباح، وسعاد حسني تتمنى اتداء ولو فستان واحد، ولكن كل هذا لبطلة الأناقة والشياكة بطلة الفيلم صباح، حتى أن طاقم الماكيير والكوافير خاصيين بالست صباح وهي تعمل بنفسها مكياجها وشعرها، حيث أن دورها لا يستدعي ماكيير أو كوافير خاص بها، فبكت سعاد حسني من ذلك التجاهل، وعندما علمت صباح بذلك احتضنتها وجعلت الماكيير و الكوافير الخاص بها يعتنيان بسعاد حسني، بل وأهدت لها فستان فخم.
ولم تسلم نجمة من نجمات السينما العربية من تقليد صباح، حتى ليلى مراد في فيلم "بنت الأكابر"، وماجدة الصباحي في فيلم "بنات اليوم"، وشادية في فيلم "بشرة خيرط و "الدنيا حلوة" وغيرها، وسعاد حسني في الوقوع في فخ التقليد و المحاكاة من فساتين صباح على شاشة السينما، ولم تقتصر شياكة وأناقة صباح علي تقليد نجمات السينما لها، بل تعدت ذلك بكثير لتصل إلى حد أميرات القصور الملكية في الدول العربية وقرينات وكريمات روؤساء الدول الملكات، والأميرات وزوجات وبنات الوزراء والسفراء والسيدات العربيات الأنيقات.
أصبحت شياكة وأناقة صباح مضرب للمثل في الوطن العربي، فكم من أتيليه في الوطن العربي سُمي باسم صباح أو الشحرورة.
بل ولم يكن اسم صباح يسمى في الوطن العربي علي المواليد الإناث قبل ظهور صباح على الشاشة العربية، فكل من اسمها صباح تكون مواليد ما بعد ظهور صباح على شاشة السينما.
وعندما سأل صحفي صباح عن فساتينها قالت إجابة كادت أن تمنعها من دخول أكثر من بلد عربي، حيث أجابت قائلة: "فساتيني تعادل ميزانية دولة عربية"، ولولا أنها قدمت اعتذار في أحد الجرائد متعللة في ذلك أنها لم تقصد الإساءة لأي دولة عربية، فهي تعشق كل البلاد العربية، ولها ذكريات جميلة في كل بلد عربي، وظلت في لبنان أكثر من سنة ونصف لا تغادرها بسبب هذا التصريح، حتى انتهت هذه الأزمة وعادت إلى الظهور في حفلات عديدة في الدول العربية وعلى رأسها مصر، التي كانت تقول عنها "أنا لحم كتافي من خير مصر".